للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَضْحَكُ إِلَى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُهُ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ الفرَسَ (١)، فَطَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ (٢)، فَاسْتَعَنْتُهُمْ فَأَبُوا أَنْ يُعِينُونِي، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَخَشِينَا أَنْ نُقتَطَعَ (٣)، فَطَلَبْتُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَرْفَعُ فَرَسِي شَأْوًا (٤)، وَأَسِيرُ عَلَيْهِ شَأْوًا. . .، فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ حَتَّى أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِصَّدْنَا حِمَارَ وَحْشٍ، وَإِنَّ عِنْدَنَا مِنْهُ فَاضِلَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِأَصْحَابِهِ: "كُلُوا"، وَهُمْ مُحْرِمُونَ.

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَي فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: قَالَ أَبُو قتَادَةَ -رضي اللَّه عنه-: فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَأَبَي بَعْضُهُمْ، فَأَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ" (٥).


(١) في رواية أخرى في صحيح مسلم - رقم الحديث (١١٩٦) (٥٦) - قال أبو قتادة -رضي اللَّه عنه-: فأسرَجْتُ فَرَسِي وأخذت رمحي.
(٢) في رواية أخرى في صحيح مسلم - رقم الحديث (١١٩٦) (٥٦) - قال أبو قتادة -رضي اللَّه عنه-: فطعَنْتُهُ برُمْحِي فعَقَرْتُهُ.
(٣) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٤/ ٤٩٤): نُقْتَطَعُ: أي نَصيرُ مقطوعين عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مُنْفَصِلِينَ عنه لكونه سبقهم.
وفي رواية أخرى في صحيح البخاري قال أبو قتادة -رضي اللَّه عنه-: وخشينا أن يقتطعنا العدو.
(٤) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٤/ ٤٩٤): أَرْفَعُ: أي أُكَلِّفُهُ السَّيْرَ، وشَأْوًا: أي تَارَةً، والمراد أنه يُرْكِضُهُ تَارَةً ويَسِيرُ بِسُهُولَةٍ أخرى.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب جزاء الصيد - باب إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله - رقم الحديث (١٨٢١) (١٨٢٢) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب تحريم الصيد للمحرم - رقم الحديث (١١٩٦) (٥٧) (٥٩) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٢٥٦٩) وابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (٣٩٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>