للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟

قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ"، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا يَدٌ (١) كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ (٢) بِهَا لَأَجَبْتُكَ (٣).

ثُمَّ جَعَلَ عُرْوَةُ يَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ يُكَلِّمُهُ، وَالمُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ -رضي اللَّه عنه- وَاقِف عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ المِغْفَرُ (٤)، فَقَرَعَ يَدَ عُرْوَةَ بِنَعْلِ (٥) السَّيْفِ، ثُمَّ قَالَ: أَمْسِكْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَبْلَ وَاللَّهِ لَا تَصِلُ إِلَيْكَ.

فَقَالَ عُرْوَةُ لِلْمُغِيرَةِ: وَيْحَكَ، مَا أَفَظَّكَ وَأَغْلَظَكً! فتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَاَل لَهُ عُرْوَةُ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟

قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَذَا ابْنُ أَخِيكَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ".

قَالَ عُرْوَةُ: أَيْ غُدَرُ (٦)، وَهَلْ غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ (٧).


= الحديث (٢٧٣١) - (٢٧٣٢).
(١) اليد أي نعمة. انظر فتح الباري (٥/ ٦٩١).
(٢) لم أجْزِكَ بها: أي لم أكَافِئْكَ بها. انظر فتح الباري (٥/ ٦٩١).
(٣) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد - رقم الحديث (٢٧٣١) (٢٧٣٢) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٩١٠).
(٤) المِغْفَر: ما يلبسُه الدارع على رأسه. انظر النهاية (٣/ ٣٣٦).
(٥) نَعْلُ السيف: هي الحَدِيدَة التي تكون في أسفَلِ القِراب. انظر النهاية (٥/ ٧٠).
(٦) غُدَر: بضم الغين بوزن عُمَر، وهي كلمة تستخدم في المبالغة في وصفه بالغدر. انظر فتح الباري (٥/ ٦٩١).
(٧) هذه رواية الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٩١٠) وإسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>