للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنُ مَسْلَمَةَ -رضي اللَّه عنه- يَقُودُهُ، وَبِهِ رَمَدٌ (١)، فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فبرَأَ (٢) حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَع (٣)، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ -رضي اللَّه عنه-: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا (٤)؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "انْفُذْ (٥) عَلَى رِسْلِكَ (٦) حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْر لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ" (٧).


(١) الرَّمَدُ: وجعُ العين وانتفاخُهَا. انظر لسان العرب (٥/ ٣١١).
(٢) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٢٥٥): فبَرَأَ: بفتح الراء والهمزة بوزن ضرب، ويجوز كسر الراء بوزن علم.
(٣) روى الإمام أحمد في مسنده بسند حسن - رقم الحديث (٥٧٩) عن علي -رضي اللَّه عنه- أنه قال: ما رَمِدت منذ تفل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في عيني.
(٤) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٢٥٦): أي حتى يُسلموا.
وفي رواية الإمام مسلم في صحيحه - رقم الحديث (٢٤٠٥) قال علي -رضي اللَّه عنه-: يا رَسُول اللَّهِ! على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رَسُول اللَّهِ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على اللَّه".
(٥) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٢٥٦): انفذ: بضم الفاء: امضِ.
(٦) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٢٥٦): رسلك: بكسر الراء: أي على مهلك.
(٧) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٥/ ١٤٥): هي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وأنه ليس هناك أعظم منه.
وأخرج خبر إعطاء الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لعلي -رضي اللَّه عنه- الراية يوم خيبر: البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب ما قيل في لواء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (٢٩٧٥) - وأخرجه في =

<<  <  ج: ص:  >  >>