للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ الشَّجَرَ.

قَالَ جَابِرٌ -رضي اللَّه عنه-: فَنِمْنَا نَوْمَةً، فَجَاءَ رَجُل مِنَ المُشْرِكِينَ، يُقَالُ لَهُ: غَوْرَثُ بنُ الحَارِثِ (١)، فَاخْتَرَطَ (٢) سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَقَالَ: تَخَافُنِي يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا"، قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهُ".

قَالَ جَابِرٌ -رضي اللَّه عنه-: فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَدْعُونَا، فَجِئْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ في يَدِهِ صَلْتًا (٣)، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ"، ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٤).

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى في الصَّحِيحِ قَالَ جَابِرٌ: فتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٥).


(١) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٨/ ١٩٣): غَوْرَث: بوزن جعفر، ووقع عند الواقدي في سبب هذه القصة أن اسم الأعرابي: دُعْثُور بن الحارث، وأنه أسلم، لكن ظاهر كلامه أنهما قِصَّتان في غزوتين، واللَّه أعلم.
(٢) اخترط السيف: سلَّه من غمده. انظر النهاية (٢/ ٢٣).
(٣) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٨/ ١٩٢): صَلْتًا: بفتح الصاد وسكون اللام: أي مجردًا من غمده.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب تفرق النَّاس عن الإِمام عند القائلة - رقم الحديث (٢٩١٠) (٢٩١٣) - وأخرجه في كتاب المغازي - باب غزوة ذات الرقاع - رقم الحديث (٤١٣٥ - ٤١٣٦) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - رقم الحديث (٨٤٣) - وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٤٣٣٥).
(٥) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٨/ ١٩٢): ظاهرها يُشعر بأنهم حضروا القصة -أي الصَّحَابَة-=

<<  <  ج: ص:  >  >>