فإن قيل: إنما رمل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه؛ لإظهار الجَلَدِ للمشركين، ولم يَبْقَ ذلك المعنى، إذ قد نفى اللَّه المشركين. قلنا: قد رمل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه، واضطبع في حجَّة الوداع بعد الفتح، فثبت أنها سُنَّة ثابثة، وقال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: رمل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في عُمَرِه كلها، وفي حجه، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاء من بعده. رواه أَحْمد في مسنده بسند صحيح - رقم الحديث (١٩٧٢). (١) في روايةِ البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٤٢٥٦): والمشركون من قِبَل قُعيقعان. وقعيقعان: بضم القاف الأولى: جبل بمكة. انظر النهاية (٤/ ٧٨). (٢) في رواية ابن حبان في صحيحه: قالوا: كأنهم الغِزْلان. وفي رواية أخرى في مسند الإِمام أحمد: قالوا: إنهم لَيَنقُزُون نَقْزَ الظِّباء. (٣) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٤/ ٢٦٩): الإبقاء: بكسر الهمزة: الرفق والشفقة. (٤) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب كيف كان بدء الرمل؟ رقم الحديث (١٦٠٢) - وأخرجه في كتاب المغازي - باب عمرة القضاء - رقم الحديث (٤٢٥٦) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة - رقم الحديث (١٢٦٦) - وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٣٩) (٢٧٨٢) - وابن حبان في صحيحه - كتاب الحج - باب دخول مكة - رقم الحديث (٣٨١٢) - وأبو داود في سننه - كتاب المناسك - باب في الرمل - رقم الحديث (١٨٨٥).