للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَقَامَ المَنْسِمُ (١)، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ، أَذْهَبُ وَاللَّهِ أُسْلِمُ، فَحَتَّى مَتَى؟

قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا جِئْتُ إِلَّا لِأُسْلِمَ.

قَالَ عَمْرٌو: فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَدِمَ خَالِدُ بنُ الوَليدِ، فَأَسْلَمَ وَبَايَعَ، ثُمَّ دَنَوْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي. (٢)

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا عَمْرُو، بَايع، فَإِنَّ الإِسْلَامَ يَجُبُّ (٣) مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَإِنَّ الهِجْرَةُ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا".

قَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ (٤)

عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَسْلَمَ النَّاسُ، وَآمنَ عَمْرُو بنُ العَاصِ" (٥).


(١) المنسم: معناه تبين الطريق. انظر النهاية (٥/ ٤٢).
(٢) في رواية أخرى في مسند الإمام أحمد بسند صحيح - رقم الحديث (١٧٨٢٧) قال عمرو -رضي اللَّه عنه-: لا أبايعكَ يا رَسُول اللَّهِ حتى تَغْفِرَ لي ما تقدم من ذنبي.
(٣) يَجُبُّ: أي يقطع ويمحو ما كان قبله من الكفر والمعاصي والذنوب. انظر النهاية (١/ ٢٢٧).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٧٧٧٧) - والحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب ذكر إسلام خالد بن الوليد - رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٥٣٤٥) (٥٩٦٦) - وابن إسحاق في السيرة (٣/ ٣٠٣).
وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمرو -رضي اللَّه عنه- في نهاية الحديث: "الإسلام يجب ما قبله. . " أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب كون الإسلام يهدم ما قبله. . رقم الحديث (١٢١).
(٥) هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٧٤١٣) - والترمذي في جامعه - كتاب المناقب - باب مناقب عمرو بن العاص - رقم الحديث (٤١٧٩) - وإسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>