(٢) قال الشيخ محمد الغزالي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في كتابه جهاد الدعوة ص ١٥: ماذا تفعلُ أيُّ دولة تُهان دعوتها ويُقتل رجالها على هذا النحو؟ لابد أن تُقاتل، والقتال الذي فرضته الظروف صعبٌ، فإن الرومان شدّوا أزر الأمير القاتل بعشرات الألوف من جيشهم الكثيف، وواجه الرجال الذين قاتلوا في "مؤتة" معركة قاسية، استشهد فيها القادة الثلاثة الذين التَحَمُوا مع الرومان وحلفائهم، واستطاع خالدُ بن الوليد -رضي اللَّه عنه- أن ينسحب بالجيش، وأن يجنبه خسائر لا آخر لها. (٣) روى الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٥٩٨٩) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٢٨٦٣) بسند صحيح بطرقه وشواهده عن نعيم بن مسعود الأشجعي -رضي اللَّه عنه- قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول حين قرأ كتاب مسيلمة الكذاب، قال للرسولين: "فما تقولان أنتما؟ " قالا: نقول كما قال، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "واللَّه لولا أَنَّ الرسل لا تقتل، لضربت أعناقكما". (٤) يُقال: ندبتُهُ فانتدب: أي بعثته ودعوته فأجاب. انظر النهاية (٥/ ٢٩). (٥) انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (٢/ ٣١٤) - سيرة ابن هشام (٤/ ٢٠) - فتح الباري (٨/ ٢٩٩) - شرح المواهب (٣/ ٣٣٩).