للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْزُلنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، إِذَا فَتَحَ اللَّهُ، الخَيْفُ حَيْثُ تَقَاسَمُوا (١) عَلَى الكُفْرِ" (٢).

قَالَ العُلَمَاءُ: وَكَانَ نُزُولُه -صلى اللَّه عليه وسلم- هُنَا شُكْرًا للَّهِ تَعَالَى عَلَى الظُّهُورِ بَعْدَ الاخْتِفَاءِ، وَعَلَى إِظْهَارِ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (٣).

وَلَمْ يَنْزِلْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- دَارَهُ التِي كَانَتْ فِي مَكَّةَ؛ لِأَنَّ عَقِيلَ بنَ أَبِي طَالِبٍ بَاعَهَا، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ زَمَنَ الفَتْحِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ، فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَهَلْ ترَكَ عَقِيلٌ مِنْ مَنْزِلٍ؟ ".

وَكَانَ عَقِيلٌ وَرِثَ أبَا طَالِبٍ هُوَ وَطَالِبٌ، وَلَمْ يَرِثْهُ جَعْفَرٌ وَلَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ لِانَّهُمَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ، وَكَانَ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ كَافِرَيْنِ (٤).


(١) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٣٢٨): يعني قريشًا لما تحالفوا على أن لا يبايعوا بني هاشم ولا يناكحوهم ولا يؤوهم وحصروهم في الشعب.
قلتُ: ذكرنا حصار قريش لبني هاشم فيما تقدم، فراجعه.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب أين ركز رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الراية يوم الفتح - رقم الحديث (٤٢٨٤) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر - رقم الحديث (١٣١٤) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٨٢٧٨).
(٣) انظر صحيح مسلم بشرح النووي (٩/ ٥٢).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب توريث دور مكة - رقم الحديث (١٥٨٨) وكتاب المغازي - باب أين ركز النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الراية يوم الفتح - رقم الحديث (٤٢٤٨) -=

<<  <  ج: ص:  >  >>