للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهذَا أَوَّلُ مَنْجَنِيقٍ يُرْمَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ، كَمَا نَثَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الْحَسَكَ (١) حَوْلَ الْحِصْنِ.

ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَحُثُّ أَصْحَابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى الرَّمْي، فَقَدْ أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرطِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي نَجِيحٍ (٢) السُلَمِيِّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: حَاصَرنَا مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِصْنَ الطَّائِفِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَهُ عَدلُ مُحَرَّرٍ (٣)، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

قَالَ أَبُو نَجِيحٍ -رضي اللَّه عنه-: فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا (٤).

وَلَمَّا كَانَ الْقِتَالُ تَرَاشُقًا بِالسِّهامِ عَنْ بُعْدٍ، اسْتَخْدَمَ الْمُسْلِمُونَ "الدَّبَابَةَ" (٥)؛ لِيَحْمُوا بِهَا أَنْفُسَهُم مِنَ السِّهامِ، حَتَّى يَصِلُوا إِلَى الْحِصْنِ، فَعِنْدَمَا


(١) الْحَسَكُ: بفتح الحاء والسين خمع حَسَكَة: وهي شَوْكَةٌ صُلْبَةٌ معروفة. انظر النهاية (١/ ٣٧١).
(٢) نَجِيح: بفتح النون، وكسر الجيم.
(٣) الْمُحَرَّرِ: أي أَجْرُ مَن أعتقَ رقبةً. انظر النهاية (١/ ٣٤٩).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٧٠٢٢) - والترمذي في جامعه - كتاب فضائل الجهاد - باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل اللَّه - رقم الحديث (١٧٣٣) - وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٥) الدَّبَّابَةُ: آلةٌ تُتَّخَذُ مِنْ جُلودٍ وخشبِ يدخل فيها الرجال ويُقرِّبونها من الحصن المحاصر لِيَنْقُبُوهُ، وتقيهم ما يرمون به من فوقهم. انظر النهاية (٢/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>