للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخَسِرتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ".

فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه-: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَقْتُلُ هَذَا الْمُنَافِقَ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَؤُونَ الْقُرآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُم، يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ" (١).

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا، دَعُوهُ، فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ (٢) يَتَعَمَّقُونَ (٣) فِي الدِّينِ، حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ، كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ (٤)، يَنْظُر فِي النَّصلِ (٥)، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ، ثُمَّ فِي الْقِدْحِ (٦) فَلَا يُوجَدُ شَيْء، ثُمَّ فِي. . . . .


(١) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الزكاة - باب ذكر الخوارج وصفاتهم - رقم الحديث (١٠٦٣) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٤٨٠٤).
(٢) الشِّيعَةُ: أي الْأَنْصَارُ. انظر النهاية (٢/ ٤٦٤).
(٣) الْمُتَعَمِّقُ: الْمُبَالِغُ في الأمرِ الْمُتَشَدِّدُ فيه، الذي يطلبُ أقصى غَايتِهِ. انظر النهاية (٣/ ٢٧١).
(٤) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٧/ ٣٢٥): شَبَّة مُرُوقَهُم مِنَ الدِّينِ بالسهم الذي يُصيبُ الصَّيْدَ، فيدخل فيه، ويخرج منه، ومِنْ شِدَّةِ سُرعَةِ خُرُوجِهِ -لقوة الرامي- لا يعلقُ مِنْ جَسَدِ الصَّيْدِ شَيْءٌ.
(٥) النَّصلُ: الْحَدِيدَةُ التي في السَّهْمِ والرُّمْحِ. انظر لسان العرب (١٤/ ١٦٧).
(٦) الْقِدحُ: بكسر القاف وسكون الدال: عُودُ السَّهمِ قبل أَنْ يُرَاشَ ويُنْصَلَ. انظر لسان العرب (١١/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>