للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جُبِلْتَ عَلَيْهِ" (١)، قَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَعْشَرَ عَبْدِ الْقَيْسِ، مَا لِي أَرَى وُجُوهَكُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ" (٢)، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! نَحْنُ بِأَرْضٍ وَخِمَةٍ، كُنَّا نَتَّخِذُ مِنْ هَذِهِ الْأَنْبِذَةِ مَا يَقْطَعُ اللُّحْمَانَ فِي بُطُونِنَا، فَلَمَّا نَهَيْتَنَا عَنِ الظُّرُوفِ (٣)، فَذَلِكَ الذِي ترَى فِي وُجُوهِنَا.

فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ الظُّرُوفَ لَا تُحِلُّ وَلَا تُحَرِّمُ، وَلَكِنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَلَيْسَ أَنْ تَحْبِسُوا فتَشْرَبُوا، حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتِ الْعُرُوقُ تَنَاحَرْتُمْ، فَوَثَبَ الرَّجُلُ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَتَرَكَهُ أَعْرَجَ" (٤).

وَكَانَ الْجَارُودُ بْنُ الْمُعَلَّى الْعَبْدِيُّ -رضي اللَّه عنه- نَصْرَانيًا، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: يَا


(١) في رواية أخرى في مسند الإمام أحمد - رقم الحديث (١٧٨٢٨): قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بل قديمًا".
(٢) وفي هذا دليل على أنهم وفدوا على رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل هذه المرة، التي كانت في عام الوفود.
(٣) الظُّرُوفُ: هي الأَوعيةُ التي نهاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يَنْتبِذُوا فيها وهي: الْحَنْتَمُ، والدُّبَّاءُ والنَّقِيرُ، والْمُزَفَّتُ.
(٤) أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة - باب ذكر أشج عبد القيس -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٧٢٠٣) - وللحديث شواهد كثيرة منها: عند مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب الأمر بالإيمان باللَّه تَعَالَى ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وشرائع الدين - رقم الحديث (١٧) (٢٥) - وأبي داود في سننه - كتاب الأدب - باب قبلة الجسد - رقم الحديث (٥٢٢٥) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٧٨٢٨) (١٧٨٢٩) (١٧٨٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>