للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمِيَّ -رضي اللَّه عنه-، وَسَاقَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- خَمْسَ بَدَنَاتٍ (١).

فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رضي اللَّه عنه- مِنَ الْمَدِينَةِ، نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِسُورَةِ بَرَاءَةٍ (٢)، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- لِيُعْلِنَهَا عَلَى النَّاسِ فِي الْحَجِّ (٣).

فَلَمَّا كَانَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- فِي الطَّرِيقِ إِلَى مَكَّةَ، إِذْ سَمِعَ رُغَاءَ (٤) نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الْقَصْوَاءَ، فَظَنَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَإِذَا عَلِيٌّ -رضي اللَّه عنه-، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-: أَمِيرٌ أَنْتَ أَمْ رَسُولٌ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ -رضي اللَّه عنه-: لَا، بَلْ رَسُولٌ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ (٥) كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَمَّرَهُ عَلَى الْمَوْسِمِ (٦)، وَأَمَرَ عَلِيًّا -رضي اللَّه عنه- أَنْ


(١) انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (٢/ ٣٣٤).
(٢) نزل من سورة براءة وهي التوبة من بدايتها إلى بضع وثلاثين آية منها، وقيل: أربعين. انظر فتح الباري (٩/ ٢١٤).
(٣) قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في البداية والنهاية (٥/ ٤٠): والمقصود أن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث عليًا -رضي اللَّه عنه- بعد أبي بكر -رضي اللَّه عنه- ليكون معه، ويتولى عليّ -رضي اللَّه عنه- بنفسه إبلاغ البراءة إلى المشركين نيابة عن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لكونه ابن عمه من عصبته.
وَقَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٢١٦): قال العلماء: إن الحكمة في إرسال عليّ -رضي اللَّه عنه- بعد أبي بكر -رضي اللَّه عنه- أن عادة العرب جرت بأن لا ينقض العهد إلا من عقده أو من هو منه بسبيل من أهل بيته، فأجراهم في ذلك على عادتهم.
(٤) الرُغَاء: بضم الراء: هو صوت البعير. انظر النهاية (٢/ ٢١٨).
(٥) أي إلى أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-.
(٦) أي أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أَمّر أبا بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- على الحج.
قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٩/ ٢٢٥) - وأورده عنه الحافظ في الفتح =

<<  <  ج: ص:  >  >>