قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى محقق جامع الأصول (٤/ ٤): هذا أحد الأحاديث التي وردت في الموطأ بغير سند، وذكر العلماء أنها ليست موصولة في كتاب. وقال الزرقاني في شرح الموطأ: كذا ليحيى وابن القاسم، والقعنبي، ورواه ابن بكير عن مالك عن يحيى بن سعيد عن معاذ -رضي اللَّه عنه-، وهو مع هذا منقطع جدًّا، ولا يوجد مُسندًا من حديث معاذ -رضي اللَّه عنه- ولا غيره بهذا اللفظ، لكن ورد معناه، قاله ابن عبد البر. ومن شواهد هذا الحديث: ما رواه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢١٩٨٨) - بسند حسن عن معاذ -رضي اللَّه عنه- قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ! علمني ما ينفعني، قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اتق اللَّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ٣٩٦): وقد رُوي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه وَصّى بهذه الوصية -أي وصية تقوى اللَّه وحسن الخلق- معاذًا وأبا ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا من وجوه. . . وهذه الوصية وصية عظيمة جامعة لحقوق اللَّه وحقوق عباده. قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رَحِمَهُ اللَّهُ: فالحديث حسن بطرقه وشواهده التي تشهد له بالمعنى.