كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

حجة الوداع من بدايتها إلى نهايتها - * طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ذي الحليفة وإحرامه بها - ج: 4 - ص: 472

فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "أَتَانِي اللَّيْلةَ آتٍ مِنْ رَبِّي (١)، فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةً فِي حَجَّة" (٢).

ثُمَّ اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِإِحْرَامِهِ، وَهَذَا الْغُسْلُ غَيْرُ غُسْلِ الْجِمَاعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ طَيَّبَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، بِيَدِهَا بِذَرِيرَةٍ (٣) وَبِطِيبٍ فِيهِ مِسْكٌ، فِي بَدَنِهِ وَرَأْسِهِ، حَتَّى كَانَ وَبِيصُ (٤) الطِّيبِ يُرَى فِي مَفْرَقِ رَأْسِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَلحْيَتِهِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ (٥)، ثمَّ لبَّدَ (٦) شَعْرَ رَأسِهِ بِالْعَسَلِ (٧) حَتَّى لا يَشْعَثَ، ثُمَّ تَجَرَّدَ فِي إِزَارِهِ

---

= (٢٦٧) - وباب من تطيب ثم اغتسل - رقم الحديث (٢٧٠) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب الطيب للمحرم عند الإحرام - رقم الحديث (١١٩٢).
(١) قَالَ الحَافِظ فِي الفَتْحِ (٤/ ١٧١): هو جبريل عليه السلام.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "العقيق واد مبارك" - رقم الحديث (١٥٣٤) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٦١).
(٣) الذريرة: هي نوع من الطيب مجموع في أخلاط. انظر النهاية (٢/ ١٤٦).
(٤) الوبيص: البريق. انظر النهاية (٥/ ١٢٨).
(٥) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب الطيب عند الإحرام - رقم الحديث (١٥٣٨) (١٥٣٩) - وأخرجه في كتاب اللباس - باب الذريرة - رقم الحديث (٥٩٣٠) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب الطيب للمحرم عند الإحرام - رقم الحديث (١١٨٩) (٣٥) (١١٩٠) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٤١٠٧).
(٦) تَلْبِيدُ الشَّعر: أن يُسرح ويُجعل فيه شيء من صمغ ليلتزق، لئلا يشعث، ويقمل عند الإحرام، وأصون له من استقرار التراب والغبار فيه. انظر النهاية (٤/ ١٩٤) - جامع الأصول (٣/ ٤٤).
(٧) أخرج ذلك أبو داود في سننه - رقم الحديث (١٧٤٨) وإسناده ضعيف فيه محمد بن إسحاق مدلس، ولم يصرح بالتحديث -ومع ذلك فقد جود إسناده الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٥/ ١٢٣).
ووقع في جامع الأصول لابن الأثير - رقم الحديث (١٣١٩) بلفظ: الغِسل بالغين. =