للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ بَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَضْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه-، وَبَرَاءَةَ عِرْضِهِ مِمَّا كَانَ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهُ بِأَرْضِ الْيَمَنِ، بِسَبَبِ مَا كَانَ صَدَرَ مِنْهُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْعَدَالَةِ التِي ظَنَّهَا بَعْضُهُمْ جَوْرًا، وَتَضَيُّقًا، وَبُخْلًا، وَالصَّوَابُ كَانَ مَعَهُ -رضي اللَّه عنه- في ذَلِكَ (١)، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِيَدِهِ -رضي اللَّه عنه-، وَقَالَ: "أَلسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " (٢).

قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ" (٣).

وَلَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذَا الْحُلَيْفَةِ بَاتَ بِهَا؛ لِأَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَطْرُقَ (٤) النَّاسُ أَهَالِيَهُمْ لَيْلًا عَلَى غَيْرِ أُهْبَةٍ (٥)، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَرَأَى الْمَدِينَةَ كَبَّرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَقَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ،


(١) راجع بعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عليّ -رضي اللَّه عنه- إلى اليمن -من كتابنا هذا- لتعرف تفاصيل القصة.
(٢) في رواية ابن ماجة: قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم".
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٤٧٩) - وابن حبان في صحيحه - كتاب
إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - باب ذكر علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٦٩٣١) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (١٧٦٢) - وابن ماجة في سننه في المقدمة - فضل علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (١١٦) وإسناده حسن.
قال الإمام الذهبىِ في السير (٣٣٥/ ٨): هذا حديث حسن عالٍ جدًّا، ومتنه متواتر.
(٤) كل آت بالليل طارق. انظر النهاية (٣/ ١١٠).
(٥) أُهْبَة: نُبهة. انظر لسان العرب (١٥/ ١١).
وأخرج كراهية أن يأتي الرجل المسافر أهله طروقًا: الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإمارة - باب كراهة الطروق - رقم الحديث (١٩٢٨) (١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>