وتعقَّبه الحافظ ابن كثير في تفسيره (٧/ ٢٣٦) فقال: وفي هذا نَظَم. . . والمرادُ بذلك نُزُولُهُ عليه السلام قبل يَوْم القِيَامَةِ، كَمَا قال تبارك وتَعَالَى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} أي: قَبْلَ مَوْتِ عِيسَى عليه السلام، ثم {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [سورة النساء آية (١٥٩)]، ويؤيِّدُ هذا المَعْنى القراءَةُ الأخْرَى "وإنه لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ" أي: أمَارَةٌ ودَلِيلٌ على وُقُوعِ السَّاعة. وقد تواتَرَت الأحاديثُ عن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنه أخْبَرَ بِنُزُولِ عِيسَى ابنِ مريمَ عليه السلام قبلَ يَوْمِ القِيَامَةِ إمَامًا عَادِلًا، وحَكَمًا مُقْسِطًا. (٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٧/ ٢٣٦): أي لا تشُكُّو فيها، إنهَا واقِعَةٌ وكائِنَةٌ لا مَحَالة. (٣) سورة الزخرف آية (٥٩ - ٦١). والخبر أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٩٨٦) (٩٨٨) - والحاكم في المستدرك - كتاب التفسير - باب مذاكرة الساعة - رقم الحديث (٣٥٠١) - وابن إسحاق في السيرة (١/ ٣٩٧).