للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَغْضَبُ لَكَ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هُوَ في ضَحْضَاحٍ (١) مِنْ نَارٍ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ في الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ" (٢).

وَرَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ فَقَالَ: "لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، فيجْعَلُ في ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ" (٣).

وأخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ" (٤).

قَالَ الإِمَامُ السُّهَيْلِيُّ: الحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ أبَا طَالِبٍ كَانَ تَابِعًا لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِجُمْلَتِهِ، إِلَّا أَنَّهُ مُثَبِّتٌ لِقَدَمَيْهِ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَسُلِّطَ العَذَابُ عَلَى قَدَمَيْهِ


(١) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٥٩٢) الضَّحْضَاحُ: هوَ استِعَارَةٌ، فإن الضَّحْضَاحَ منَ الماء ما تئلُغُ الكَعْبَ، والمعنَى أنَّه خَفَّفَ عنهُ العذابَ.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب قصة أبي طالب - رقم الحديث (٣٨٨٣) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب شفاعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه - رقم الحديث (٢٠٩).
(٣) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب قصة أبي طالب - رقم الحديث (٣٨٨٥) - وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب شفاعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه - رقم الحديث (٢١٠).
(٤) رواه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب أهون أهل النار عذابًا - رقم الحديث (٢١٢) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>