أخرجه ابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (٥٢٢٠) - وإسناده صحيح علي شرط الشيخين. وقال الإمام أحمد رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فيما نقله عنه ابن القيم في زاد المعاد (٤/ ٢١٣): إذا جَمَعَ الطعامُ أربعًا، فقد كَمُلَ: إذا ذُكر اسمُ اللَّهِ في أوَّلِه، وحُمِدَ اللَّه في آخرِه، وكثُرَتْ عليهِ الأيدِي، وكان مِنْ حَلَالٍ. (١) قال الشيخ علي الطنطاوي في كتابه رجال من التاريخ ص ٢٧: وهنا مَوْقِفٌ عَجَبٌ من العَجَبِ، الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذه الحالِ من الشدَّة، وفي هذا الموقف الذِي يُقنطُ أجْلد الأبطَالِ، رأى بادِرَةَ قبولٍ للدعوَةِ عندَ عبدٍ ضَعِيفٍ يُقال له: عَدَّاسٌ، فلم يمنعْهُ كلُّ ما لَقِيَ من أن يُبَلِّغَهُ دعوةَ اللَّه تَعَالَى، وينصَرِفَ إليه، ويَنْسَى ألَمَهُ وتعَبَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- حتَّى أسلم عَدَّاس، هذا موقفٌ صَغِيرٌ بالنسبةِ للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكنَّه عَظِيمٌ عَظِيم بالنسبةِ إلى دُعَاة البَشَرِ في كل تَوَاريخِهم، ولا يستطيعُ باحِثٌ أن يلقى في الإخلاص للدعوَةِ، ونسيانِ الذَّات في سَبِيلها، مَوقِفًا مثلَهُ لِرَجل آخرَ غير الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-. (٢) نِينَوَى: بكسر أوله، وسكون ثانيه، هي قريةُ يُونس بن متى عليه السلام بالموصل في العِراق. انظر معجم البلدان (٥/ ٣٩١). (٣) أسلَمَ عَدَّاس -رضي اللَّه عنه-، وهو معدودٌ في الصحابة، وفي سِيَرِ التيميِّ أن عَدَّاسًا قال: وأنا أشهدُ أنك عبدُ اللَّه ورسوله. انظر الإصابة (٤/ ٣٨٥).