للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: ". . . ثُمَّ رُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا (١) كَأَنَّهُ قلَالُ (٢) هَجَرَ (٣)، وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الفِيَلَةِ، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ (٤) لَا أَدْرِي مَا هِيَ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَهَا مِنْ حُسْنِهَا" فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنهَارٍ (٥): نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ "

قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ (٦).


= كما قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦١٥) أن يقال: إن أصلَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى في السماء السادسة، وأغصانُهَا وفروعُهَا في السماء السابعة.
قال عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه-: وسُمِّيَتْ سَدْرَةَ المُنْتَهَى؛ لأن إليها يَنْتَهي ما يُعْرَجُ به من الأرض، فَيُقْبَضُ منها، وإليها يَنْتَهِي ما يَهْبِطُ به من فوقها، فَيُقْبَضُ منها. أخرجه مسلم في صحيحه - رقم الحديث (١٧٣).
(١) النَّبْقُ: هو ثَمَرُ السِّدْرِ. انظر النهاية (٥/ ٨).
(٢) قال الإِمام الخطابي فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (٧/ ٦١٥): القِلالُ بالكسر جمعُ قُلَّة بالضم وهي الجِرَارُ، يريد أن ثمرها في الكِبَر مثل القِلَال، وكانت معروفةً عند المُخَاطَبِينَ، فلذلك وقَعَ التَّمْثِيلُ بها.
(٣) هَجَر: هي مدينةٌ الإحسَاء. انظر معجم البلدان (٥/ ٤٥٢).
(٤) وغَشِيَهَا ألوَانٌ: أي تَعْلُوها. انظر النهاية (٣/ ٣٣٢).
(٥) في رواية أخرى في صحيح البخاري، قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فإذا في أصلها أربعة أنهار".
قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦١٦): يحتمل أن تكون سدرة المنتهى مغروسة في الجنة، والأنهار تخرج من تحتها.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الفضائل - باب المعراج - رقم الحديث (٣٨٨٧) - وأخرجه في كتاب أحاديث الأنبياء - رقم الحديث (٣٣٤٢) - وأخرجه الإِمام مسلم في صحيحه كتاب الإيمان - باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (١٦٢) - وباب ذكر سدرة المنتهى - رقم الحديث (١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>