للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: "إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ"

قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانِينَا؟

قَالَ: "نَعَمْ".

فَضَجَّ المُشْرِكُونَ وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ، فَصَارَ بَعْضُهُمْ يُصَفِّقُ، وَبَعْضُهُمْ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ تَعَجُّبًا (١).

وَكَانَتْ فِتْنَةً عَظِيمَةً، ارْتَدَّ بَعْضُ مَنْ أسْلَمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيمَنِ ارْتَدَّ عَنْ إِسْلَامِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا} (٢).


(١) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح على شرط الشيخين - رقم الحديث (٢٨١٩). وأخرجه النسائي في السنن الكبرى - كتاب التفسير - باب سورة الإسراء - رقم الحديث (١١٢٢١) - وابن إسحاق في السيرة (٢/ ١٢).
(٢) سورة الإسراء آية (٦٠).
وأخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب المعراج - باب حديث (٣٨٨٨) وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٩١٦) - والحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب الأحاديث المشعرة بتسمية أبي بكر صديقًا -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٤٤٦٣).
قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ١٠٣): وأولَى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قولُ من قَالَ: عني به رُؤْيا رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ما رأى من الآيات والعِبَر في طريقَهِ إلى بيت المقدس ليلةَ أُسْرِي به، قال: وإنما قُلنا ذلك أولى بالصواب، لإجمَاعِ الحُجَّة من أهل التأويلِ على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإيَّاه عنى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بها، فإذا كان =

<<  <  ج: ص:  >  >>