للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْد اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: انْشَقَّ القَمَرُ ونَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِمِنًى (١) فَقَالَ: "اشْهَدُوا" (٢)، وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الجَبَلِ (٣).

ورَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ والإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- آيَةً، فَانْشَقَّ القَمَرُ بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ (٤)، فَقَالَ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً (٥) يُعْرِضُوا (٦) وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (٧).


(١) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٥٧٩): وهذا يُعارِضُ قول أنس -رضي اللَّه عنه- أن ذلك كان بمكة، لأنه لم يُصَرِّح بأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان لَيْلَتَئِذٍ بمكة، وعلى تقدير تصريحِهِ، فمِنَى من جُملَةِ مَكة فلا تَعَارض.
(٢) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٥٧٩): أي اضْبِطُوا هذا القَدْر بالمُشَاهدة.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب انشقاق القمر - رقم الحديث (٣٨٦٩) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم - باب انشقاق القمر - رقم الحديث (٢٨٠٠).
(٤) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٥٧٨): وقد خَفِيَ على بعضِ الناس، فادَّعى أن انشقاقَ القمر وقعَ مرتين، وهذا مما يَعلم أهل الحديث والسِّيَر أنه غَلَط، فإنه لم يَقَعْ إِلَّا مرَّةً واحدة.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ١٣٢): وقوله مرتين: فيهِ نظر، والظاهر أنه أرادَ فِرْقَتَيْنِ، واللَّه أعلم.
(٥) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٧/ ٤٧٥): أي دَلِيلًا وحُجَّةً وبُرْهانًا.
(٦) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٧/ ٤٧٥): أي لا يَنْقَادُونَ له، بل يُعرضُونَ عنه ويتركُونهُ ورَاءَ ظُهُورهم.
(٧) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٧/ ٤٧٥): أي يقولونَ هذا الذي شَاهدنَاهُ من الحُجَجِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>