للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ: فَلَعَلَّ بَقِيَّةَ العِشْرِينَ كَانُوا مِنْ أَتْبَاعِهِمْ (١).

رَوَى ابنُ إِسْحَاقَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: اتَّعَدْتُ (٢)، لَمَّا أَرَدْنَا الهِجْرَةَ إِلَى المَدِينَةِ، أَنَا وَعَيَّاشُ بنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بنُ العَاصِ بنِ وَائِلٍ السَّهْمِىِّ التَّنَاضُبَ (٣) مِنْ أَضَاةِ (٤) بَنِى غِفَارٍ، فَوْقَ سَرْفٍ (٥)، قُلْنَا: أَيُّنَا لَمْ يُصْبحْ عِنْدَهَا فَقَدْ حُبِسَ فَلْيَمْضِ صَاحِبَاهُ. قَالَ: فَأَصْبَحْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بنُ أَبِي رَبِيعَةَ عِنْدَ التَّنَاضُبِ، وَحُبِسَ عَنَّا هِشَامٌ، وَفُتِنَ فَافْتَتَنَ (٦).

وَهَذَا الخَبَرُ الصَّحِيحُ فِي هِجْرَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- يُخَالِفُ الخَبَرَ الضَّعِيفَ المَشْهُورَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ مِنْ أَنَّ عُمَرَ -رضي اللَّه عنه- أَعْلَنَ هِجْرَتَهُ، وَقَالَ لِلْمُشْرِكِينَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ تَثْكَلَهُ أُمُّهُ، أَوْ يُؤْتَمَ وَلَدُهُ، أَوْ تُرَمَّلَ زَوْجَتُهُ، فَلْيَلْقَنِي وَرَاءَ هَذَا الوَادِي. . . القِصَّةَ (٧).


(١) انظر فتح الباري (٧/ ٦٧٧).
(٢) اتَّعَدْتُ: أي تَوَاعَدْتُ. انظر لسان العرب (١٥/ ٣٤٢).
(٣) التَّنَاضُبُ: اسم مكان.
(٤) الأضَاةُ: الماء المُسْتَنْقَعِ من سَيْلٍ أو غيره. انظر لسان العرب (١/ ١٥٧).
(٥) سَرِف: بكسر الراء، موضع من مكة على عَشرة أميال، وفي منطقة سَرِف قَبْر أم المؤمنين مَيْمُونة زوجة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-. انظر النهاية (٢/ ٣٢٦).
(٦) أخرج ذلك: ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٨٨) - وأورده الحافظ في الإصابة (٦/ ٤٢٣) - وصحح إسناده.
(٧) أخرج هذا الخبر: ابن الأثير في أسد الغابة (٣/ ٣٢٤) - وابن عساكر في تاريخه كما ذكر الصَّالحي في سيرته (٣/ ٢٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>