وإن ردَّها -صلى اللَّه عليه وسلم- اعتذرَ إلى مُهْدِيها، كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- للصَّعبِ بن جَثّامة لما أهدَى إليه لحمَ صَيْدٍ قال له -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أما إنَّا لم نردَّه عليك إلا أنا حُرُم" - أخرجه البخاري - رقم الحديث (٢٥٧٣). (٢) أما الصَّدقة فإنها لا تَحِلُّ له -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه - رقم الحديث (١٠٧٢) عن المطلب بن ربيعة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس". قال الإمام النووي في شرح مسلم (٧/ ١٥٧): في هذا الحديث دليلٌ على أن الصدقة مُحرمة على بني هاشم وبني المطلب سواء كانت بسببِ العمل أو بسببِ الفقرِ والمَسْكنة وكيرهما من الأسباب الثمانية، وهذا هو الصحيح عند أصحابنا، وجوَّز بعض أصحابنا لِبَني هاشم وبني المطلب العمل عليها بِسَهم العامل لأنه إجارَة، وهذا ضعيفٌ أو باطلٌ وهذا الحديث صريح في رده، وقد نَبَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على العلة في تحريمها على بني هاشم وبني المطلب، وأنها لكرامتهم وتنزِيهِهم عن الأوساخِ، ومعنى أوساخ الناس أنها تطهِير لأموالهِم ونُفُوسهم كما قال اللَّه تعالى في سورة التوبة آية (١٠٣): {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} فهي كغسالة الأوساخ. (٣) خاتَم النبوة تقدَّم الكلامُ عليه مفصلًا في رضاعه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بني سعد عند حَلِيمة السعدية رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، فانظره هناك. (٤) المُكْثُ: هو الإقامة مع الانتظار، والتَّلبُّث في المكان. انظر النهاية (٤/ ٢٩٧).