(٢) أخرج الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٨٨٠) - والحاكم في المستدرك - رقم الحديث (٥٧٠٩) - والحديث صحيح - عن أبي البختري قال: قال عمَّار يوم صِفِّين: ائتُوني بشَربَةِ لبَنٍ، فإن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "آخر شَرْبَةٍ تشربها من الدنيا شَرْبة لَبَنٍ"، فأُتِيَ بشربةِ لَبَنٍ، فشربها، ثم تَقَدَّم فَقُتِل. (٣) أورد هذا الحديث الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٢١٣) وقال: هذا إسناد على شرط الصحيحين. قلتُ: وقع في صحيح مسلم - كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب لا تقوم الساعة حتَّى يَمُرُّ الرَّجل بقبرِ الرَّجل - رقم الحديث (٢٩١٥) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٤٨٢) - أن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعمارٍ -رضي اللَّه عنه-، حين جعل يَحْفِرُ الخندقَ: "تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ". والإشكال هنا قوله: يحفِرُ الخندق. قال البيهقي في الدلائل (٢/ ٥٤٩): يُشبه أن يكون ذِكْر الخَنْدق وهمًا، أو كان قد قال له ذلك عند بناء المسجد، وقالها يوم الخندقِ، واللَّه أعلم. وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٢١٣): حَمْلُ اللبن في حَفْرِ الخندقِ لا معنى له، والظاهر أنَّه اشتَبَه على النَّاقل، واللَّه أعلم. (٤) قال الحافظ في الفتح (٢/ ١١٢): فإن قِيل كان قَتْلُ عمار -رضي اللَّه عنه- بِصِفِّين سنة (٣٦ هـ) وهو مع علي -رضي اللَّه عنه-، والذين قتَلوه مع معاوية -رضي اللَّه عنه-، وكان معه جماعة من الصَّحَابَة، فكيف يجوزُ عليهم الدعاء إلى النَّار؟ =