قال الحافظ في الفتح (٧/ ٢٩٦): كانت الصفة في مؤخر المسجد معدَّةٌ لفقراء أصحابه -صلى اللَّه عليه وسلم- غير المتأهلين، وكانوا يكثرون تارة حتَّى يبلغوا المائتين، ويقلون أخرى لإرسالهم في الجهاد وتعليم القرآن. (٢) الحصباء: الحصى الصغار. انظر النهاية (١/ ٣٧٨). (٣) الوَحَلُ: بالتحريك هو الطِّينُ الرَّقِيقُ. انظر النهاية (٥/ ١٤٢). (٤) أخرج الإمام البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٢٠١٦) من حديث أبي سلمة، قال: سأَلتُ أَبا سعيد - وكان لي صَدِيقًا - فقال: . . . قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنِّي أُريت ليلةَ القَدْر ثم أُنسِيتها -أو نُسِّيتها- فالتَمِسُوها في العشْرِ الأوَاخِرِ في الوِتْر، وإني رأيتُ أني أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ، فمَنْ كان اعتَكَف مع رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فليرجِعْ"، فرجَعْنا، وما نرَى في السَّماء قزَعَةً -بفتح القاف والزاي أي قطعةٌ من سحَابٍ رَقِيقة-، فجاءت سحَابة فمَطرت حتَّى سَال سَقْفُ المَسْجِدِ، وكان من جَرِيد النخلِ، وأُقيمت الصلاة، فرأيتُ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَسْجُدُ في الماء والطين، حتَّى رأيتُ أثَرَ الطينِ في جَبْهَتِهِ. (٥) أخرج البخاري في صحيحه - رقم الحديث (١٧٤) عن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: كانت الكِلابُ تُقْبِل وتُدْبِرُ في المسجدِ في زمانِ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلم يَكُونُوا يَرُشُّونَ شيئًا من ذلك. قال الحافظ في الفتح (١/ ٣٧٣): والأقرب أن يُقال: إن ذلك كان في ابتِدَاء الحالِ على أصلِ الإباحة، ثمَّ ورَدَ الأمرُ بتكريمِ المَسَاجد وتَطْهِيرها وجَعْلِ الأبوابِ عليها.