للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَرْضِ والعَقَارِ، فَقَاسَمَهُمُ الأَنْصَارُ عَلَى أَنْ يُعْطُوهُمْ ثِمَارَ أمْوَالِهِمْ كُلَّ عَامٍ ويَكْفُوهُمُ العَمَلَ والمَؤُونَةَ (١).

وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى في صَحِيحِ البُخَارِيِّ عن أَبِي هُرَيْرَة -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَتِ الأَنْصَارُ لِلنَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: اقْسِمْ بَيْنَنَا وبَيْنَ إخْوَانِنَا النَّخِيلَ. قَالَ: "لَا" فَقَالُوا: تَكْفُونَا المَؤُونَةَ (٢) ونُشْرِكُكُمْ في الثَّمَرَةِ، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا (٣).

قَالَ الحَافِظُ: وفي الحَدِيثِ فَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ لِلأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ (٤).

وأخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ أنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الأَنْصَارَ إلى أَنْ يُقْطِعَ لَهُمُ البَحْرَيْنِ، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنْ تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنَ المُهَاجِرِينَ مِثْلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّكُمْ سَترَوْنَ بَعْدِي أثَرَةً (٥)، فَاصْبِرُوا


(١) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الهبة وفضلها - باب فضل المنيحة - رقم الحديث (٢٦٣٠).
(٢) قال الحافظ في الفتح (٥/ ٢٧٣): المؤونة: أي العمل في البساتين من سقيها، والقيام عليها.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الحرث والمزارعة - باب إذا قال اكفني مؤونة النخل - رقم الحديث (٢٣٢٥) - وأخرجه في كتاب مناقب الأنصار - باب إخاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار - رقم الحديث (٣٧٨٢).
(٤) انظر فتح الباري (٧/ ٤٨٧).
(٥) الأَثرَةُ: بفتح الهمزة هي الإنفِرَادُ بالشَّيْءِ. انظر النهاية (١/ ٢٦).
قال الحافظ في الفتح (٥/ ٣٢٥): أشارَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلِكَ إلى ما وَقَعَ من استِئْثَارِ المُلُوك من قريش عن الأنصَارِ بالأموَالِ والتَّفْضِيلِ في العَطَاءَ وغير ذلك، فهو مِنْ أعْلامِ نُبُوته -صلى اللَّه عليه وسلم-.

<<  <  ج: ص:  >  >>