للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخَرَجَ حَمْزَةُ -رضي اللَّه عنه-، والهَدَفُ اعْتِرَاضُ عِيرٍ (١) لِقُرَيْشٍ جَاءَتْ مِنَ الشَّامِ تُرِيدُ مَكَّةَ، وفِيهَا أَبُو جَهْلِ بنُ هِشَامٍ لَعَنَهُ اللَّهُ، فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَاكِبٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فبلَغُوا سِيفَ البَحْرِ مِنْ نَاحِيَةِ العِيصِ (٢)، فَالْتَقَوْا حَتَّى اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، فَمَشَى مَجْدِيُّ بنُ عَمْرٍو الجُهَنِيُّ، وكَانَ حَلِيفًا لِلْفَرِيقَيْنِ (٣) جَمِيعًا، إِلَى هَؤُلَاءَ وَإِلَى هَؤُلَاءِ، حَتَّى حَجَزَ (٤) بَيْنَهُمْ، وَلَمْ يَقْتَتِلُوا، فتَوَجَّهَ أَبُو جَهْلٍ فِي أَصْحَابِهِ وَعِيرِهِ إِلَى مَكَّةَ، وانْصَرَفَ حَمْزَةُ -رضي اللَّه عنه- وأصْحَابُهُ إِلَى المَدِينَةِ (٥).

* * *


= وقال ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٠٧): وكانت رَايَةَ عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب أول رَايَةٍ عقدها رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الإسلام.
قال الحافظ في الإصابة (٤/ ٣٥٣): ويمكنُ الجمعُ على رأيِ من يُغَايِرُ بينَ الرَّاية واللِّوَاء، واللَّه أعلم.
(١) العِيرُ: هي الإبل بأحمالها. انظر النهاية (٣/ ٢٩٧).
(٢) العِيصُ: اسم موضِع قرب المدينة على ساحل البحر. انظر النهاية (٣/ ٢٩٧).
(٣) قلتُ: يفهم من هذا أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كان قد عَقَدَ حِلْفًا مع جُهَيْنَةَ في وقت مُبَكِّرٍ من قدومه المدينة، ويُسْتَأْنَسُ بما أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٥٣٩) بسند ضعيف عن سعد بن أبي وقاصٍ -رضي اللَّه عنه- قال: لما قَدِمَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة جاءته جُهَيْنَةُ، فقالوا: إنك قد نزلتَ بين أظهُرِنَا، فأوْثِقْ لنا حتى نَأتِيكَ وتَؤُمَّنَا، فأوثَقَ لهم، فاسْلَمُوا.
(٤) الحَجْزُ: الفصلُ بين الشَّيئين. انظر لسان العرب (٣/ ٦١).
(٥) انظر سيرة ابن هشام (٢/ ٢٠٧) - الطبقات لابن سعد (٢/ ٢٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>