للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ (١) عِنْدِي.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لإِنْسَانٍ (٢): "انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ ".

فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ في المَسْجِدِ رَاقِدٌ.

فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ مُضْطَجعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ.

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى في الصَّحِيحِ: وَامْتَلَأَ ظَهْرُهُ تُرَابًا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَمْسَحُهُ (٣) عَنْهُ، وَيَقُولُ: "قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ" (٤).

قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ: فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا (٥) -أَيْ تَكْنِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) يَقِل: بفتح الياء وكسر القاف: من القَيْلُولة، وهي نوم نِصْف النهار. انظر فتح الباري (٢/ ١٠٤).
(٢) قال الحافظ في الفتح (٢/ ١٠٤): يظهر لي أنَّه سَهْل رواي الحديث؛ لأنه لم يذكر أنَّه كان مع رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- غيره.
(٣) وفي رواية أخرى في صحيح البخاري قال: فجعَل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يمسَحُ التُّراب عن ظهره.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الصلاة - باب نوم الرجال في المسجد - رقم الحديث (٤٤١) - وأخرجه في كتاب الأدب - باب التكَنِّي بأبي تراب - رقم الحديث (٦٢٠٤) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل عليّ بن أبي طالب -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (٢٤٠٩).
(٥) قول الحافظ: فإن كان مَحْفُوظًا إشارة إلى تَوقفه فيه، فإن الحديث إسناده لا يخلُو من مَقَال. انظر شرح المواهب (٢/ ٢٣٥).
قلت: الحديث تفرَّد به ابن إسحاق في روايته، ولم يتابعه عليه أحد، وهو لم =

<<  <  ج: ص:  >  >>