للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي أيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ونَحْنُ في المَدِينَةِ: "إنِّي أُخْبِرْتُ (١) عَنْ عِيرِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهَا مُقْبِلةٌ، فهَلْ لَكُمْ أَنْ نَخْرُجَ قِبَلَ هَذِهِ العِيرِ، لَعَلَّ اللَّهَ يُغْنِمْنَاهَا؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ (٢).

وَلَمْ يَسْتَنْفِرِ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كُلَّ النَّاسِ، بَلْ طَلَبَ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ (٣) حَاضِرًا، فَانْتَدَبَ النَّاسَ، فَخَفَّ بَعْضُهُمْ وَثَقُلَ بَعْضُهُمْ، فتَخَلَّفَ كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ لِأنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَا يَلْقَى حَرْبًا، إِنَّمَا خَرَجَ لِلْعِيرِ (٤).

أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ


(١) أخبره بذلك بَسْبَسَةُ بن عمرو الجهني -رضي اللَّه عنه-، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإمارة - باب ثبوت الجنة للشهيد - رقم الحديث (١٩٠١) عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: بعثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بُسَيْسَةَ، عينًا ينظرُ ما صَنَعتْ عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحدٌ غيري وغير رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فحدَّثه الحديث. . .
قلتُ: هكذا ورَدَ اسم بَسْبَسة في صحيح مسلم مصغرًا بلفظ: بُسَيْسَة.
ووقع عند ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٢٩): بلفظ: بسبس، وصوَّب الحافظ في الإصابة (١/ ٤٢٠) الأول: أي: بَسْبَسَةُ.
(٢) أورد ذلك الهيثمي في المجمع (٦/ ٧٣ - ٧٤) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن - وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٣/ ٣٧).
(٣) الظهْرُ: الإبل التي يُحمل عليها ويُركب. انظر النهاية (٣/ ١٥٢) - جامع الأصول (٨/ ١٨٢).
(٤) انظر سيرة ابن هشام (٢/ ٢١٩) - دلائل النبوة للبيهقي (٣/ ٣٢) - الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (١/ ٢٥٤) - البداية والنهاية (٣/ ٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>