للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يِتَحَسَّسَانِ (١) خَبَرَ العِيرِ، فَقَدْ أَخْرَجَ ابنُ سَعْدٍ في طَبَقَاتِهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لمَّا تَحَيَّنَ (٢) انْصِرَافَ تِلْكَ العِيرِ مِنَ الشَّامِ، بَعَثَ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدَ بنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَهَا، . . . فَقَدِمَ طَلْحَةُ وسَعِيدٌ المَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَبَرَ العِيرَ، فَوَجَدَاهُ قَدْ أُخْبِرَ بِهَا وَخَرَجَ، فَلَحِقَاهُ حَتَّى لَقِيَاهُ بِتُرْبَانَ (٣) مُنْصَرِفًا مِنْ بَدْرٍ (٤).

٤ - أَبُو لُبَابَةَ بنُ عَبْدِ المُنْذِرِ الأَنْصَارِيُّ -رضي اللَّه عنه- رَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنَ الرَّوْحَاءِ، واسْتَخْلفهُ عَلَى المَدِينَةِ (٥) كَمَا سَيَأْتِي.

رَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ كلَّهُنَّ، حَتَّى حَدَّثَنَا أَبُو لُبَابَةَ بنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْبَدْرِيُّ (٦)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- نَهَى


(١) قال النووي في شرح مسلم (١٦/ ٩٧): التحسُّسُ: هو طلبُ معرفَةِ الأخبارِ الغائِبَةِ والأحوال.
(٢) تَحيَّن: انتظر. انظر لسان العرب (٣/ ٤٢٣).
(٣) تُربَان: موضع كثيرُ المياه، بينه وبين المدينة نحو خمسة فَرَاسخ، والفَرْسخ: ثلاثة أميالٍ أو ستة. انظر النهاية (١/ ١٨٢) - انظر لسان العرب (١٠/ ٢٢٣).
(٤) انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (١/ ٢٥٤).
(٥) أخرج ذلك الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب ذكر أبي لبابة -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٦٧١٦) - وانظر سيرة ابن هشام (٢/ ٢٢٤) - الطبقات لابن سعد (١/ ٢٥٤) (٢/ ٢٤١).
(٦) هذا هو الشاهد من هذا الحديث أنَّه بدري -رضي اللَّه عنه-، وهو لم يشهد الوقعة، لأن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ردَّه، استخلفه على المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>