للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-رضي اللَّه عنه-؛ لِأَنَّهُ خَدَمَ الرَّسُولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَشْرَ سِنِينَ، وذَلِكَ يَقْتَضِي أَنَّ ابْتِدَاءَ خِدْمَتِهِ لَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِينَ قُدُومِهِ المَدِينَةَ، فَكَأَنَّهُ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى بَدْرٍ، أَوْ خَرَجَ مَعَ عَمِّهِ زَوْجِ أُمِّهِ أَبِي طَلْحَةَ (١).

وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: لَمْ يَعُدَّ أصْحَابُ المَغَازِي أنَسَ بنَ مَالِكٍ في البَدْرِيِّينَ؛ لِكَوْنِهِ حَضَرَهَا صَبِيًّا مَا قَاتَلَ، بَلْ بَقِيَ في رِحَالِ الجَيْشِ، فَهَذَا وَجْهُ الجَمْعِ (٢).

١٢ - حَارِثَةُ بنُ سُرَاقَةَ -رضي اللَّه عنه-، وَأُمُّهُ هِيَ الرُبَيِّعُ -بِضَمِّ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ اليَاءِ-: خَرَجَ -رضي اللَّه عنه- لِيَنْظُرَ أحْدَاثَ القِتَالِ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فَقتَلَهُ، فَعُدَّ مِمَّنْ شَهِدَهَا، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ عَنْ أنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: أَنَّ حَارِثَةَ ابنَ الرُبَيِّعِ، جَاءَ يَوْمَ بَدْرٍ نَظَّارًا (٣)، وَكَانَ غُلَامًا، فَجَاءَ سَهْمٌ غَرْبٌ (٤) فَوَقَعَ فِي ثُغْرَهِ (٥) نَحْرِهِ (٦) فَقَتَلَهُ (٧).

وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ في السُّنَنِ الْكُبْرَى قَالَ أَنَسٌ -رضي اللَّه عنه-: انْطَلَقَ حَارِثَةُ ابنُ


(١) انظر فتح الباري (٨/ ١٩).
(٢) انظر سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٩٧).
(٣) قال السندي في شرحه للمسند (٧/ ١٨٢): نَظَّارًا: أي يَنظر ما يَجْرِي بين الناس.
(٤) غَرْبٌ: أي لا يُعرف راميه. انظر النهاية (٣/ ٣١٥).
(٥) الثَّغْرَة: هي نُقْرَة النَّحْر فوقَ الصدر. انظر النهاية (١/ ٢٠٨).
(٦) النَّحر: هو أعلى الصدر. انظر النهاية (٥/ ٢٣).
(٧) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢٢٥٢) - (١٣٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>