للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ (١) فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (٢).

أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ اليَرْمُوكَ (٣)، وَعَلَيْنَا خَمْسَةُ أُمَرَاءَ: أَبُو عُبَيْدةَ بنُ الجَرَّاحِ، ويَزِيدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ، وشُرَحْبِيلُ بنُ حَسَنَةَ، وخَالِدُ بنُ الوَليدِ، وَعِيَاضُ بنُ غَنْمٍ. . . فكَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه-: إِنِّي أدُلُّكُمْ عَلَى مَا هُوَ أَعَزُّ نَصْرًا وَأَحْصَنُ جُنْدًا، اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْتَنْصِرُوهُ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- قَدْ نُصرَ يَوْمَ بَدْرٍ في أقَلَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ (٤).

قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ: وَقَدْ كَانَ لِلصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ في بَابِ الشَّجَاعَةِ والِائْتِمَارِ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَامْتِثَالِ مَا أرْشَدَهُمْ إِلَيهِ مَا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ


(١) قال الحافظ في الفتح (٨/ ١١): أي قليلونَ بالنسبة إلى من لَقِيَهم من المشركين، ومن جِهَة أنهم كانوا مُشَاة إلا القليل منهم، ومن جهة أنهم كانوا عَارِينَ من السلاح، وكان المشركون على العكس من ذلك.
وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في تفسيره (٢/ ١١١): أي قليل عددكم ليعلموا أن النصر إنما هو من عند اللَّه، لا بكثرةِ العَدَدِ والعُدَدِ.
(٢) سورة آل عمران آية (١٢٣).
(٣) معركة اليَرْمُوك هي من أعظم المعارك الإسلامية التي انتَصَر فيها المسلمون على الروم، وكانت سنة خمس عشرة من الهجرة النبوية في خلافة عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٣٤٤) - وابن حبان في صحيحه - كتاب السير - باب الخروج وكيفية الجهاد - رقم الحديث (٤٧٦٦) - وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره (٢/ ١١١) وصحح إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>