للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّي، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ: "إنَّكُمْ لَتَضْرُبونَهُ إِذَا صَدَقكُمْ، وَتَدَعُونَهُ إِذَا كَذَبَكُمْ" (١)

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: . . . فَوَجَدْنَا فِيهَا -أيْ عِنْدَ بَدْرٍ- رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَوْلًى لِعُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأَمَّا القُرَشِيُّ فَانْفَلَتَ، وَأَمَّا مَوْلَى عُقْبَةَ فَأَخَذْنَاهُ، فَجَعَلْنَا نَقُولُ لَهُ: كَمِ القَوْمُ؟ فَيَقُولُ: هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ، فَجَعَلَ المُسْلِمُونَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ (٢)، حَتَّى انتهَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ له -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كَمِ القَوْمُ؟ " قَالَ: هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ، فَجَهِدَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يُخْبِرَهُ كَمْ هُمْ، فَأبَى، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَأَلهُ: "كَمْ يَنْحَرُونَ مِنَ الجُزُرِ؟ " قَالَ: عَشْرًا كُلَّ يَوْمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "القَوْمُ آلفٌ، كُلُّ جَزُورٍ لِمِائَةٍ وَتَبَعِهَا" (٣).

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِلرَّجُلَيْنِ -أَيْ غُلَامِ بَنِي الْحَجَّاجِ، وَمَوْلَى عُقْبَةَ بنِ


(١) أخرج ذلك مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة بدر - رقم الحديث (١٧٧٩) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٣٢٩٦) - وابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٢٨).
(٢) في رواية أنس الماضية أن الصحابة ضَرَبُوه؛ لأنه قال من قريش، وكلتا الروايتين تدل على أن المسلمين كانوا كارهين للقتال، وودوا لو كانت القافلة، كما قال تَعَالَى في سورة الأنفال آية (٧): {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٩٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>