(ص ٢٢٨): "مجهول"؛ قلت: لا يقال هذا لأولاد أبي بكرة، فإِنهم مشاهير من رؤساء أهل البصرة في زمانهم، وعبيد الله بالتصغير أشهر من عبد الله، وهو الَّذي وقع ذكره في "الصحيح" من رواية عبد الرحمن بن أبي بكرة … ثمَّ قال: "وقد ذكر ابن حِبَّان في "ثقات التابعين" عبيد الله المصغر".
وترجمه ابن حَيَّان في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان" (١/ ٣٣٩)، و ابن سعد في "الطبقات" (٧/ ١٩٠) وقال عنه: "قليل الحديث"، والحمد للّه رب العالمين.
[١٤٩٤ - عبيد الله بن حفص]
قال الشيخ - رحمه الله - في "الضعيفة" (٤/ ٢٩٤) في حديث "اجثوا على الركب، وقولوا: يا رب، يا رب":
"قلت: وصله في "الأوسط" (٦١١٩ - بترقيمي) من طريق عبيد الله بن حفص، ثنا حفص بن النَّضْر، ثنا عامر بن خارجة بن سعد، عن أبيه، عن جَدِّه، فزاد: (عن أبيه)، وهي شاذة أو منكرة، فإِني لم أعرف عبد الله هذا [كذا قال - رحمه الله - عبد الله]، ثمَّ تابع فقال: وأبوه خارجة بن عبد الله بن سعد". أ. هـ.
قال الأخوان أحمد شكوكاني وصالح اللحام في "معجم أسامي الرواة" (٣/ ٥٦): "ملاحظة: الإِسناد عبيد الله بن حفص، ثنا حفص بن النَّضْر، ثنا عامر بن خارجة بن سعد عن أبيه عن جَدِّه، قد يظهر أَن المقصود عبد الله بن سعد، واللّه أعلم".
قال الدريني: والظَّاهر غير ذلك، فعبد الله بن سعد له ترجمة في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٠٧)، و "الثقات" (٥/ ٨) لابن حِبَّان، لكن يظهر لي - واللّه أعلم - أنَّه سبق قلم من الشيخ - رحمه الله - أراد أَن يكتب: "عبيد الله" فكتب "عبد الله"، فعبيد الله بن حفص لعل فيه تحريفًا.
ومن خلال الدراسة والنظر في الأسانيد نجد أنَّه عند البزَّار في "مسنده" (٤/ ٦٤)، و "مسند سعد" (رقم ٨٤): "نا عبيد الله بن محمد القُرَشِي"، وكذلك عند البخاري في "التاريخ الكبير" (٦/ ٤٥٧) بل وزاد فقال: "عبيد الله بن محمد بن عائشة"، وأمَّا العُقَيْلي في "الضعفاء الكبير" (٣/ ٣٠٨) فقال: "عبيد الله بن محمد التَّيْمي".
وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح" في ترجمة محمد بن يحيى - وهو ابن أبي حزم القَطِيْعِي - أنَّه روى عنه ابن عائشة، فعليه يكون التحريف في "الأوسط" للطبراني حيث تحرفت فيه عبيد الله بن محمد إِلى عبيد الله بن حفص، فلم يعرفه الشيخ - رحمه الله -.
ثمَّ استدركت فقلت: ليس تحريفًا، ولكنه نسبه فيه إِلى جَدِّه، وانظر "المعجم الأوسط" (٦/ ١٢٠ رقم ٥٩٨١ - ط الحرمين).
وعبيد الله بن محمد بن عائشة هذا؛ ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٥/ ٣٣٥)، ونقل عن أحمد قوله: صدوق في الحديث، وقال: سألت أبي عنه فقال: صدوق ثقة.