منصور، وسفيان بن بشر، وهيثم بن حبيب بن غزوان وغيرهم، حدث عنه المصري، وابن رشيق وغيره من المصريين"، ونحو كلام ابن ماكولا عند الذهبي في "تاريخ الإِسلام" (٦/ ١٠٢٧).
[٢٠٥٦ - محمد بن زهير]
لم أجد له ترجمة، إِلَّا أَن الحافظ أورده في ترجمة محمد بن زهير من "اللسان" الَّذي قال فيه تبعًا لأصله "الميزان": "تابعي أرسل حديثًا عنه وهيب بن الورد، مجهول"؛ فزاد الحافظ فقال: "وأظنه الَّذي روى الحديث الظَّاهر الوضع في البعث المذكور عند الثعلبي في تفسير {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، رواه عن محمد بن المفيد! عن حنظلة السدوسي عن أبيه (!) عن البراء".
فأقول: إِني أستبعد جدًّا أَن يكون محمد بن زهير الراوي لهذا الحديث هو ذاك التابعي المجهول، كيف وبينه وبين البراء تابعي وتابع تابعي؟! واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
"الضعيفة" (١٣/ ٩٩٥).
قال الدريني: حق للشيخ - رحمه الله - هذا الاستنكار، وفي طبعة عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله - من "اللسان" (٧/ ١٤١ - ١٤٢) - وقد اعتمد فيها على نسخة ابن حجر من "اللسان" - الكلام على الجادة وأنقله بتمامه، وهو عند ترجمة محمد بن زهير بن عطية السلمي، قال:
"قال الأزدي: ساقط. قلت: له خبر باطل، لعله افتراه؛ متنه:"أوحى الله إِلى نبيه: استكتب معاوية فإِنه أمين مأمون" انتهى، وهذا تصرف غير مرضي، فإِن الأزدي قال ما نصه:"ساقط مجهول أيضًا، لا يكتب حديثه"، ثم ساق من طريقه عن أبي محمد - وكان سكن بيت المقدس - عن هشام بن مودود، عن مورق العجلي، عن عبادة بن الصامت … فذكر الحديث، فاختصر الذهبي كلامه، ثم جعل الخبر الَّذي ضعفه الأزدي لنفسه، وقصر في بيان من في السند غير ابن عطيه [وفي بعض النسخ زاد، وذكرها أبو غدة في الهامش: ممن لا يعرف ولا يوثق، وخص ابن عطية بأنه افتراه، فكأنه برأ من فوقه منه، وليس بجيد]، وأظنه الَّذي روى الحديث الطويل الظَّاهر الوضع في البعث، المذكور عند الثعلبي في تفسير (عم يتساءلون) رواه عن محمد بن المهند [عند الشيخ تبعًا لسائر الطبعات من "اللسان" المفيد]، عن حنظلة السدوسي، عن أبيه، عن البراء.
قال الدريني: فترى أَن الكلام على الحديث جاء تحت راو آخر وهو محمد بن زهير التابعي، والصواب أَن يكون - كما جاء هنا - تحت محمد بن زهير بن عطية السلمي. وقد أورده ابن الجوزي في "الضعفاء"(٣/ ٦٠ رقم ٢٩٨٥)، ونقل قول الأزدي:"ساقط مجهول لا يكتب حديثه"، والذهبي في "الميزان"(٦/ ١٥٢) و "المغني في الضعفاء"(٢/ ٨٥١)، وسبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث"(رقم ٦٦٤).