"السلسلة الضعيفة"، وأبين له بعض ملاحظاتي، فكان - رحمه الله - ينظر إليها، ويوميء برأسه مستحسنًا.
وبعد ذلك قابلت الشيخ حسين العوايشة - حفظه الله - وأخبرته عن عملي في الكتاب، والرؤيا التي رأيتها، فأفرحني بقوله: هكذا كان يصنع الشيخ - رحمه الله - إذا أعجبه شيء، ولم يكن يصرح بمدحه أمام صاحبه.
فحمدت الله على ذلك، ورغبت إلى الشيخ أن يقدم للكتاب، فسرتني موافقته، وأرسلت إليه نسخة من الكتاب، ولكنه اعتذر بعد فترة عن التقديم لأسباب عديدة، فتم الطبع دونه، فجزاه الله خيرًا.
وقد كان الشيخ مشهور - حفظه الله - قد اقترح عليّ - فيما اقترح - أن أكتب - كتمهيد بين يدي الكتاب - مقالة أبين فيها منهجي في الكتاب فقمت بذلك، وأرسلتها إلى "مجلة الأصالة" فقاموا بنشرها - جزاهم الله خيرًا - ولكن عند صدور المقالة دهشت كثيرًا من التغيرات التي أحدثت عليها، حتى كأنها مقالة غير التي أرسلتها، وعندما تكلمت مع المعنيين بالأمر سمعت كلامًا واعتذارات لا طائل تحتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومما زاد الطين بلة، أنهم نشروا مقالة في الرد على مقالتي، ولكن أي مقالة؟ المقالة المنشورة، وليست مقالتي، فغرروا بالراد.
وقد تكلمت مع الأخ صاحب الرد، مناقشًا له بعض ما ورد في رده، ثم أخبرته بحال المقالة، فقال لي: علمت مؤخرًا بأن مقالتك الأصلية قد عبث بها، فقلت لهم: هذا ظلم.
وأنا أكتب هذا لله، ثم للتاريخ، ودفاعًا عن نفسي، فقد انتظرت من ذلك الأخ أن يعيد نشر رده بناءً على ما ورد في مقالتي الأصلية، بعد أن زودته بنسخة من المقالة الأصلية، فلم يحصل شيء، فأردت أن أبين الحقيقة، وأدافع عن نفسي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* الأسباب التي أدت إلى عدم معرفة الشيخ - رحمه الله - لهؤلاء الرواة:
يمكن تلخيص هذه الأسباب في نقاط كما يلي:
أولًا: التحريف والتصحيف الواقع في المصدر المعتمد عند الشيخ - رحمه الله -؛ سواء أكان مطبوعًا أو مخطوطًا، وهذا السبب التمسه الشيخ للهيثمي نفسه - رحمهما الله -، ومن ذلك ما نقله عنه في "الضعيفة" (٦/ ٣٢٦) من "المجمع" (٦/ ٢٤٧) حيث قال: "قال الهيثمي - رحمه الله -: رواه الطبراني من طريق مسلم بن أبي الذيال، عن أبي سنان المدني، ولم أعرفهما". ثم قال - رحمه الله -: "تحرف عليه (سلم) إلى (مسلم) فلم يعرفه، و (سلم) ثقة من رجال مسلم".
وانظر أيضًا: "الصحيحة" (٢/ ٣٨٠).
ومثله عند الشيخ - رحمه الله - قوله في "الصحيحة" (٢/ ٦٢٩) في: (إبراهيم الزارع) - بالزاي المعجمة -: "لم أعرفه".