للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فإن كثرة مصادره، تخلل بعضها أخطاء وتحريفات من النساخ، أو سبق نظر، أو خطأ مطبعي، أو غير ذلك من الأخطاء البشرية التي لا مناص منها، كل هذا أدى إلى أن يتوقف - رحمه الله - في أمور لم يعرفها، كطريق لم يجده (١)، وراو لم يعرفه، ونحو ذلك، بل وعلق صحة بعض الأحاديث على هذا الراوي الذي لم يعرفه، أو تردد فيه، كما سيأتي في ترجمة (سهل بن المتوكل)، فوجدت أن من حقه على طلاب العلم أن يتموا ما وقع من ذلك في كتبه، فإن كتبه انتشرت في جميع أنحاء البسيطة، وترجم بعضها إلى لغات أخرى.

وقد قيل: "كم ترك الأول للآخر".

وكان الشيخ - رحمه الله - كثيرًا ما يقول: "العلم لا يقبل الجمود".

وأذكر هنا عبارة للأخ أكرم زيادة - وفقه الله - في بحث نشره في "مجلة الأصالة" في العدد ٤٩، في الحلقة الثالثة من (أحاديث ورجال) (ص ٦١)، فقد ذكر في الترجمة الأولى عنده؛ وهي ترجمة: أبي بشر إسحاق بن شاهين بن الحارث بن أبي عمران، أن الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - قال فيه في تعليقه على "تفسير الطبري" (٣/ ٨/ ١٩٠٨) و (٦/ ٤٩٤/ ٧٢١١):

"روى عنه أبو جعفر في مواضع من "تاريخه"، ولم أجد له ترجمة".

فقال الأخ أكرم: "وهذه الترجمة بين يديك، وكم ترك الأول للآخر!! والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات".

ثم تعقب الذهبي - رحمه الله - فقال: "ولم يذكره الذهبي في كتابه "أسماء من عاش ثمانين بعد شيخه" - أيضًا -.

وأصل المقال في تعقب الذهبى فيمن فاته في "جزء أهل المئة فصاعدًا" فذكر (١٢) ترجمة، وذكر أن للبحث بقية. {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.

وقد كنت عند شروعي في هذا العمل العظيم أتردد على شيخي مشهور حسن سلمان - حفظه الله - لعمل له بين يدي، فذكرت له فكرة هذا العمل، وأريته بعض النماذج منه، فبارك الفكرة، ونصحني بأن يكون العمل على مثال "التقريب"، وأخبرته بحاجتي إلى مخطوط "زهر الفردوس" - وأعلم أن عنده منه نسختان - فقام - جزاه الله خيرًا - بإعطائي نسخة منهما على أن أعيدها في نهاية العمل، وكان فيها العون الكبير لي، لكنها كانت تنقص مجلدًا، وهو الثالث، وهو من حرف القاف إلى أول حرف الميم.

وقد كنت رأيت في المنام - خلال عملي في الكتاب - الشيخ الألباني - رحمه الله - وأنا أريه إحدى نسخ


(١) مثال ذلك قوله - رحمه الله - في "صحيح سنن أبي داود" (٤/ ٢٢٨ رقم ٩٧٢): "قال أبو داود: ورواه حماد بن سلمة، عن أيوب وعبيد الله … قال فيه: "في السفر في الليلة القرة أو المطيرة"، قال الشيخ - رحمه الله - بعدها: قلت: لم أر من وصله … ". أ. هـ.
قلت: وصله ابن جميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (١/ ٢٤٨ رقم ٢٠٧)، والحمد لله رب العالمين.

<<  <   >  >>