وأقول: لم يعرفه - رحمه الله - بسبب تحرف الاسم، فهو إبراهيم الذارع - بالذال المعجمة -، وهو من رجال "التقريب" (رقم ٢٣١ - ط أبو الأشبال)، واسمه: إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع - بالذال المعجمة - البصري.
قال عنه ابن حجر: "وأكثر ما يجئ منسوبًا إلى جده، مقبول، من التاسعة".
ثانيًا: اختصار النسب، وعدم الارتفاع في اسم الراوي، فيكون هناك العدد من الرواة يحملون الاسم نفسه.
ومثاله: "إبراهيم بن إسحاق"، قال عنه الشيخ - رحمه الله - في "الضعيفة" (١٠/ ١٥٤): "لم أعرفه".
ويحمل هذا الاسم العديد من الرواة، ولكن عند النظر في شيوخه، وجدت أنه الصيني، وينسب أيضًا: الجعفي.
وهذا يقودنا إلى سبب آخر من أسباب عدم معرفة الشيخ - رحمه الله - لبعض الرواة وهو:
ثالثًا: نسبة الراوي إلى نسبه البعيد، أو غير المشهور؛ كحال المثال السابق، فقد نسب (إبراهيم بن إسحاق) في "الضعيفة" (١٠/ ٢٤٤) بـ (الجعفي)، وقال عنه الشيخ: "لم أجد من ذكره".
والسبب نسبته إلى غير المشهور من نسبه، وهو نفسه (الصيني).
رابعًا: عدم وقوف الشيخ على الراوي؛ بسبب عدم توفر بعض المصادر، وهذا ملاحظ فيما أعاد الشيخ فيه النظر من كتبه.
ومن أمثلة ذلك قوله - رحمه الله - في "الضعيفة" (٥/ ١٣١): "وبعد كتابة ما تقدم بسنين طبعت بعض الكتب الحديثية فوجدت فيها ما ينبغي تحرير القول فيه ...... ". وانظر أيضًا: "الصحيحة" (٢/ ١٩٠) ففيها مثال أوضح.
خامسًا: عدم وقوف الشيخ على الراوي بسبب نسبته إلى جده، وهذا أيضًا وقع للهيثمي، واعتذر له الشيخ به، فقد نقل الشيخ عن الهيثمي - رحمهما الله - قوله في "المجمع" (٨/ ٩٦):
"رواه - يعني الطبراني - عن شيخه أحمد بن زهير عن عبد الرحمن بن عتيبة، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات"، ثم علق الشيخ: "قلت: أحمد بن زهير هو: أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ، ثقة، ينسب إلى جده، فسبحان ربي لا يضل ولا ينسى".
سادسًا: ما لا يسلم منه بشر، وهو الخطأ والنسيان، وعدم المعرفة، وهذا كثيرًا ما يدندن عليه الشيخ - رحمه الله - في كتبه، بل وفي رده على السقاف - صاحب التناقضات! - لما قال فيه: "ليس لتناقضاته أية قيمة علمية تذكر، لأنه إذا كان مصيبًا في شيء مما ادعى من التناقض، فذلك لا يعني أكثر من أن الألباني بشر يخطئ كما يخطئ غيره، فلا فائدة للقراء من بيانها، ولا سيما أن الألباني نفسه يعلن ذلك كلما جاءت المناسبة" (١).
(١) "الصحيحة" (١/ ١٥).