"الضعيفة" (١٤/ ١٠٠٢).
قال الدريني: سوف أسوق أغلب كلام الشيخ - رحمه الله - على هذا الحديث من بدايته تقريبًا، للتمكن من توضيح ما حصل من لبس؛ فأقول وبالله المستعان: قال الشيخ - رحمه الله - عند حديث الترجمة:
"ذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٢٧) من رواية نوح بن يزيد الفارسي أبي أحمد الترمذي، عن أحمد بن موسى المربدي البصري، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا.
أورده في ترجمة (أحمد المربدي) هذا، ولم يزد فيها على قوله:
"لم أرَ في حديثه شيئًا تنكره القلوب إلا حديثًا واحدًا، روى عن محمد بن عمرو … ". كذا وقع فيه: (روى عن محمد بن عمرو)؛ فيفيد بظاهره أن الضمير يعود إلى المترجم، وأنه رواه عن (محمد بن عمرو) مباشرة، وهو خلاف قوله فيه - أعني المترجم - قبل أن يسوق الحديث: "يروي عن حماد بن سلمة، روى عنه نوح بن يزيد الفارسي، وأبو أحمد ساكن ترمذ"، وكذا في "ترتيب الثقات" للهيثمي، وكذلك وقعت الرواية في "لسان الميزان" للحافظ، إلا أنه لم يذكر قوله: "يروي عن حماد … " إلخ.
ويترجح عندي أنه سقط منه أو من الناسخ، وأن الصواب أنه سقط من قلم ناسخ "الثقات" قوله: بعد (روى): "عن حماد"، أو أنه من أوهام المؤلف التي أشاروا إليها حتى تكلموا عن تساهله في "الثقات"، كما حققته في مقدمة كتابي الجديد "صحيح الموارد" … ".
وهذه الترجمة من تلك الأدلة الكثيرة على تساهله فإن (أحمد المربدي) هذا لم أره عند غيره! بل إن الراوي عنه (نوح بن يزيد أبو أحمد الترمذي) لم أعرفه أيضًا، ولم يترجمه حتى ابن حبان، وهو في طبقة شيوخه، والله أعلم.
قال الدريني: في مطبوع الثقات" (٨/ ٢٧) مصدر الشيخ - رحمه الله - ورد اسم أحمد بن موسى المربدي في ترجمة مفردة كما يلي: "من أهل البصرة، يروي عن حماد بن سلمة، روى عنه نوح بن يزيد الفارسي".
وهنا انتهت ترجمته، وبدئ بعدها بترجمة أخرى:
أبو أحمد من ساكني ترمذ، لم أر في حديثه شيئًا تنكره القلوب، إلا حديثًا واحدًا، روى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تارك الصلاة كافر".
فذكر حديث الترجمة في ترجمة أبي أحمد من ساكن ترمذ، وليس في ترجمة (أحمد بن موسى المربدي).
فالظاهر أن الشيخ - رحمه الله - أدخل ترجمة في ترجمة.
لكن: أورد ابن حجر - رحمه الله - حديث الترجمة في ترجمة (أحمد بن موسى المربدي)، ونقل فيه قول ابن حبان في "الثقات": لم أرَ في حديثه شيئًا تنكره القلوب إلا هذا [يعني حديث الترجمة].
وتعقب أبو غدة ابن حجر - رحمهما الله - فقال: "هذا كله من كلام الحافظ ابن حجر، أما العراقي