للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨ - نبه الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- إلى بعض أخطاء شيخه الإمام محمد عبده في تفسيره بأدب ووفاء، فها هو يقول: "ما نقلناه عن شيخنا في معنى الرحمة تبع فيه متكلمي الأشاعرة والمعتزلة ومفسريهم كالزمخشري والبيضاوي ذهولاً، ثم يقرر مذهب السلف الصالح في إثبات الصفات كلها لله تعالى وإمرارها كما جاءت من غير تشبيه بصفات المخلوقين" (١). وبهذا تظهر بوضوح سلفيته العميقة التي فاقت سلفية أستاذه محمد عبده (٢).

٩ - لم يكن الشيخ محمد رشيد رضا بالدرجة التي كان عليها أستاذه محمد عبده في جنوحه إلى التفسير بالعقل والرأي في كثير من المواضع، بل امتاز بتخفيفه بعض الشيء من الركون إلى حكم العقل فيما قد يعلو عن إدراك هذا العقل (٣).

١٠ - ذكر المسائل الخلافية وترجيح بعض الأقوال فيها على بعض، أو الإشارة برأي آخر فيها، وقد يصحب ذلك شيء من التأويل أو التخريج (٤).

١١ - العناية والتوسع في رد الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الملاحدة والمستشرقين أو الجاهلين ممن يدّعون الإسلام، فقد دافع في تفسير المنار عن حجج الإسلام وعقائده دفاعاً مثمراً وبأدلة واضحة وقوية (٥).

١٢ - قام بربط تفسير الآيات ومضمونها بواقع المسلمين ومشاكلهم السياسية والاجتماعية، واتخذ من تفسير الآيات وسيلة لتنبيه المسلمين، وتذكيرهم بالواجبات الملقاة على عاتقهم، وكثيراً ما كان يستفيد من هذا الربط، ويقوم بالانتقاد الشديد لمعظم علماء وشيوخ عصره الذين تمسكوا بالتقليد، وابتعدوا عن الاجتهاد، ولم يقوموا بدورهم في تذكير المسلمين، وربط حياتهم بالقرآن الكريم، والسنة الصحيحة (٦) (٧).

١٣ - بيانه لحكمة التشريعة واهتمامه بالعلوم الشرعية الإسلامية، وذكرها وإن كانت لاتتصل بتفسير الآية اتصالا مباشرا، فقد اهتم بالبحوث الفقهية وتوسع فيها، فمثلا عند تفسيره لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ} [سورة النساء: ٤٣] ختم تفسيره لها بمسائل عشر في أحكام التيمم (٨)، وتمتاز بحوثه الفقهية بالتجديد والبعد عن التقليد، وترجيح ما يناسب مصالح الناس، وتجنب الحيل والتعصب (٩).


(١) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (١/ ٦٤).
(٢) حسيب السامرائي ١٢ - ١٨
(٣) أحمد الشرباصي ١٣٣.
(٤) رشيد رضا ودعوته ١٥٥ - ١٧٥.
(٥) صواعق من نار على صاحب المنار، للشيخ يوسف الدجوي الحنفي.
(٦) (قراءة في منهج رشيد رضا في تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) وموقف النقاد منه)، لحازم محي الدين.
(٧) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٤/ ٩٨، ٣١٨).
(٨) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٥/ ١٠٠ - ١١٢).
(٩) رشيد رضا ودعوة محمد بن عبد الوهاب ١٥٢ - ١٥٥.

<<  <   >  >>