للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إِلَّا الله أشهد أن لا إله إِلَّا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله).

ثمّ قال: "ارجع فامدد صوتك"، ثمّ قال: (قل: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، أشهد أن لا إله إِلَّا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصّلاة، حي على الصّلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إِلَّا الله).

ثمّ دعاني حين قضيت التأذين، فأعطاني صرة فيها شيء من فضة، فقلت: يا رسول الله: مرني بالتأذين بمكة؛ فقال: (قد أمرتك به)، فقدمت على عتاب بن أسيد (١)، عامل رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بمكة، فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -" (٢).

[وجه الاستدلال]

أن أبا محذورة لما انتهى من التأذين أعطاه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - صرة فيها شيء من فضة في مقابل تأذينه. فدل ذلك على جواز أخذ الأجرة على الأذان (٣).

[مناقشة الاستدلال]

نوقش الاستدلال بالحديث من وجهين:


(١) هو عتاب بن أسيد بن أبي العِيص بن أمية الأموي، أبو عبد الرّحمن، أو أبو محمّد المكي، صاحب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وعامله على مكّة، أسلم يوم الفتح، ومات يوم مات أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- سنة ١٣ من الهجرة. انظر ترجمته في: الإصابة في معرفة الصّحابة: ٢/ ٤٥١ (٥٣٩١)، تهذيب التهذيب: ٢/ ٣، وتقريب التهذيب ص: ٦٥٦.
(٢) أخرجه النسائي في كتاب الأذان، باب: كيف الأذان: (٦٣١) ج ٢ ص ٣٣٢. وأخرجه ابن ماجة في كتاب الأذان، باب: الترجيع في الأذان: ١/ ٢٣٤ (٧٠٨).
وأخرجه ابن حبّان في صحيحه، كتاب الأذان، باب الترجيع في الأذان ١/ ١٩٦ (٣٧٩).
وقال الألباني: حسن صحيح. انظر: صحيح سنن النسائي: ١/ ١٣٦ رقم (٦١٢).
(٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٦/ ٢٣١ - ٢٣٢، نيل الأوطار للشوكاني: ١/ ٥٨ - ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>