للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الاستدلال: أن هذا الأثر يدل صراحة على أن الولي يعتكف عن ميته.

الدليل الثالث: عن عامر بن مصعب (١)، أن عائشة رضي الله عنها، اعتكفت عن أخيها بعدما مات (٢).

وجه الاستدلال: يدل فعل عائشة رضي الله عنها على أن الاعتكاف تصح فيه النيابة، حيث قامت هي بفعل ذلك عن أخيها.

قال ابن مفلح (٣): "وروي عن عائشة، وابن عمر، وابن عباس، ولم يُعرف لهم مخالف من الصحابة" (٤).

الدليل الرابع: ما جاء عن طاووس أنه سئل عن امرأة ماتت وعليها أن تعتكف سنة في المسجد الحرام، ولها أربعة بنين كلهم يحب أن يقضي عنها؛ قال طاووس: اعتكفوا أربعتكم في المسجد الحرام ثلاثة أشهر، وصوموا" (٥).


(١) هو: عامر بن مصعب، روى عن عائشة، وأبي المنهال عبدالرحمن بن مطعم، وطاووس، وعنه ابن جريج، وإبراهيم بن مهاجر الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، روى له البخاري، ومسلم حديثًا واحدًا مقرونًا بعمرو بن دينار، قال ابن حجر: لا يعرف: تهذيب التهذيب لابن حجر: ٥/ ٨١، والتقريب، ص/ ٤٧٨.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: كتاب الصوم، باب ما قالوا في الميت يموت وعليه اعتكاف: ٣/ ٩٤.
وهذالأثر ضعيف، فيه إبراهيم بن المهاجر، وعامر بن مصعب، فالأول ضعيف، والثاني لا يعرف: تقريب التهذيب، ص: ١١٦، ٤٧٨.
(٣) هو: محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدسي، الصالحي الحنبلي الفقيه الأصولي شمس الدين أبو عبد الله، شيخ الحنابلة في وقته، ولد ببيت المقدس سنة ٧٠٨ هـ، من مؤلفاته: الفروع في الفقه، والآداب الشرعية، وغيرها، توفي سنة ٧٦٣ هـ: المنهج الأحمد للعليمي: ٥/ ١١٨، الدرر الكامنة لابن حجر: ٤/ ٢٦١.
(٤) الفروع لابن مفلح: ٣/ ١٠٣، وانظر: المبدع لإبراهيم بن مفلح: ٣/ ٤٩.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة، كتاب الصيام، باب ما قالوا قي الميت يموت وعليه اعتكاف: ٣/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>