للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمكن أن يناقش هذا الحديث بأنّه ليس فيه ما يمنع وصول ثواب قراءة القرأن للأموات إذا أهديت إليهم، بل غاية ما فيه إثبات ثواب تلاوة القرآن، وبيان قدر ما فيها من فضل للقارئ.

[جـ - الأدلة من المعقول]

الدّليل الأوّل:

إنَّ نفع تلاوة القرآن لا يتعدى صاحبه، فلا يتعداه ثوابه (١).

[مناقشة الاستدلال]

نوقش هذا الاستدلال بأن تعدي الثّواب ليس بفرع لتعدي النفع، ثمّ هو باطل بالصوم والدعاء والحج، وليس له أصل يعتبر به (٢).

الدّليل الثّاني:

قالوا: إنَّ الإيثار بأسباب الثّواب مكروه، وهو الإيثار بالقرب، فكيف الإيثار بنفس الثّواب الّذي هو غاية، فإذا كره الإيثار بالوسيلة فالغاية أولى وأحرى (٣).

[مناقشة الاستدلال]

أوَّلًا: لا نسلم بأن الإيثار بالقرب مكروه، فإن ذلك محل خلاف بين العلماء، فمنهم من قال بالجواز، وقد يكون مستحبًا (٤).

ثانيًا: أنّه قد ثبت بالدّليل هبة القرب من الأحياء للأحياء، وهو حديث من قال لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: اجعل لك صلاتي كلها، وظاهره كما قال بعض العلماء: أن المراد بها، ثواب الفرائض، إذ هي الصّلاة الّتي ينصرف إليها الإطلاق في لسان الشارع،


(١) المغني لابن قدامة ٣/ ٥٢٢.
(٢) المغني لابن قدامة ٣/ ٥٢٢، ٥٢٣.
(٣) الرُّوح لابن القيم، ص: ١٢٣، الأشباه والنظائر للسيوطي، ص: ٢٢.
(٤) الإيثار بالقرب لشيخنا الدكتور صالح الهليل، ص: ٢٠ - ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>