للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الثّاني أخذ المال على العلوم الشرعية

المطلب الأوّل أخذ المال على طلب العلم (١)

لا بد للناس من العلم، بل لا تستقيم حياتهم بدونه، ومن هنا كان لطالب العلم مكانة لا تعدلها مكانة، فطالب العلم اليوم، هو عالم الغد، فهو القاضي، وهو المفتي، وهو معلم النَّاس الخير.

وطلب العلم الشرعي من أجل القرب، وأفضل الطاعات، ولذا فإن طالب العلم له منزلة عظيمة عند الله تعالى، كيف لا؟ وأفضل العلم وأشرفه هو العلم بالله تعالى، وشرف العلم، يكون بشرف المعلوم (٢).


(١) ١) يشمل طلب العلم: تعلم القرآن الكريم حفظًا وتجويدًا وتفسيرًا، وتعلم العلوم الشرعية من فقه وأصول وتوحيد وحديث وغير ذلك من علوم الشّريعة.
(٢) وقد ورد في فضل طلب العلم نصوص كثيرة من الكتاب والسُّنَّة، منها ما يلي:
(أ) قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: ١١]
(ب) قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨].
(جـ) حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: (من يردّ الله به خيرًا يفقهه في لدِّين). أخرجه البخاريّ في مواضع من صحيحه منها: كتاب العلم، باب من يردّ الله به خيرًا يفقهه في الدِّين ١/ ١٩٧ (٧١) وأخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرمي ... ٢/ ٧١٩ (١٠٣٧).
(د) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: (من سلك طريقًا يلتمس فيه لمًا، سهّل الله له طريقًا إلى الجنّة).
أخرجه أبو داود، كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم ٤/ ٣١٧ (٣٦٤٣) والترمذي في العلم، باب إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا فقهه في الدِّين ٥/ ٢٨ (٢٦٤٦)، قال التّرمذيّ: هذا حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>