للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالوصي، ولكن عمر بورعه جعل نفسه كالوصي (١)، ويؤيد هذا فعل عمر بعد ذلك، حيث فرض الرزق لمن تولى القضاء ووسع عليهم في ذلك كما سيأتي.

الدّليل الثّالث:

ما ورد أن عمر - رضي الله عنه - رزق شريحًا (٢) وسلمان بن ربيعة (٣) الباهلي على القضاء (٤).

الدّليل الرّابع:

عن ابن أبي ليلى قال: بلغني أن عليًا رزق شريحًا خمسمائة (٥).

الدّليل الخامس:

ما روي أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى معاذ بن جبل وأبي عبيده رضي الله عنهما حين بعثهما إلى الشّام، أن انظروا رجالًا من صالحي من قبلكم، فاستعملوهم على القضاء وأوسعوا عليهم وارزقوهم واكفوهم من مال الله (٦).


(١) أحكام القرآن لابن العربي ١/ ٣٣٦.
(٢) هو شريح بن الحارث بن قيس بن النخعي أبو أمية الكوفي، قاضي الكوفة، ولاه عمر - رضي الله عنه - القضاء، ثمّ بقي في هذا المنصب لمن بعد عمر دهرًا طويلًا، وله مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أخبار في ذلك، وهو ثقة مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، ويقال له صحبه، مات قبل الثمانين وقد جاوز المائة. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي ١/ ٥٩، فتح الباري لابن حجر ١٣/ ١٦١ تقريب التهذيب لابن حجر ص: ٤٣٤.
(٣) هو: سلمان بن رييعة بن يزيد بن عمرو بن سهم الباهلي أبو عبد الله، وهو سلمان الخيل، يقال له صحبة، روى عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - وعن عمر، ولاه عمر قضاء الكوفة، وغزا أرمينية في زمن عثمان - رضي الله عنه -، فاستشهد سنة ٢٥ هـ على الصحيح. انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر ٤/ ١٣٦ - ١٣٧.
(٤) أخرجه البخاريّ معلقا بصيغه الجزم بلفظ: (وكان شريح القاضي يأخذ على القضاء أجرة) ١٣/ ١٦٠، كتاب الأحكام وعبد الرزّاق، كتاب البيوع، باب: هل يؤخذ على القضاء رزق؟ ٨/ ٢٩٧ (٥٢٨٢) قال ابن حجر: وهذا ضعيف منقطع. تلخيص الحبير ٤/ ١٩٤.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة، كتاب البيوع والأقضية، باب في القاضي يأخذ الرزق ٦/ ٥٠٦ (١٨٤٧).
(٦) ذكره ابن قدامة في المغني ٩/ ١٤ - ١٠، وقال الألباني: لم أقف عليه. الإرواء ٨/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>