للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو لعامله، فإن وهبه له وصل إليه ثواب عمل العامل، لا ثواب عمله هو، وهذا كالدين يوفّيه الإنسان عن غيره، فتبرأ ذمته، ولكن ليس له ما وفّى به الدِّين" (١).

ثانيًا: لو سلم ما جاء في وجه الاستدلال من انقطاع عمل الإنسان إِلَّا ما ذكر في الحديث، فإن الحديث مخصوص بما سلّموه من وصول ثواب الدُّعاء والصدقة والاستغفار وما منعوه من قراءة القرآن في معنى ما سلموا به فيتخصص به الحديث أيضًا بالقياس عليه (٢).

الدّليل الثّاني:

عن عبد الله بن مسعود - صلّى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) (٣).

[وجه الاستدلال]

أن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - جعل أجر تلاوة القرآن الكريم لفاعلها وهو القاري، فمن جعلها لغير فاعلها، فقد خالف ظاهر هذا الحديث بغير دليل شرعي (٤).

مناقشة الاستدلال:


(١) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز، ص: ٤٥٦، تحقيق: الألباني.
(٢) المغنى لابن قدامة ٣/ ٥٢٢.
(٣) أخرجه التّرمذيّ، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من كتاب الله ٥/ ١٦١ (٢٩١٠)، والدارمي، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن ٢/ ٥٢١ (٣٣٠٦) وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن، ص: ٤٦، والحديث صححه التّرمذيّ فقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الحاكم في مستدركه ١/ ٥٥٥، والألباني في السلسلة الصحيحة ٢/ ٢٦٣.
(٤) فتاوى العز بن عبد السّلام، ص: ٤٣، مكتبة القرآن، القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>