للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مناقشة الاستدلال]

وقد أجيب عن هذه القصة من وجوه:

الوجه الأوّل:

أن هذه القصة لا تصح عن الإمام أحمد، ولا عن ابن عمر رضي الله عنه (١).

الوجه الثّاني:

على فرض صحة هذا الأثر عن ابن عمر، فإنّه موقوف عليه لم يرفعه إلى النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، فلا حجة فيه أصلًا (٢).

[د - أدلتهم من المعقول]

الدّليل الأوّل:

قالوا: إنَّ تلاوة القرآن وإهداء ثوابها للميت هو الّذي عليه عمل المسلمين في كلّ عصر وفي كلّ مصر من غير نكير، قال ابن قدامة: " ... وإنه إجماع المسلمين، فإنهم في كلّ عصر ومصر يجتمعون، ويقرأون القرآن ويهدون ثوابه إلى موتاهم من غير نكير" (٣).

[مناقشة الاستدلال]

ناقش محمّد رشيد رضا (٤) هذا الدّليل فقال: "سلك المصنِّف - عفا الله عنه- هنا مسلك أهل الجدل، فأمّا دعواه الإجماع فهي باطلة قطعًا، لم يعبأ بها أحد حتّى إنَّ


(١) أحكام الجنائز للألباني، ص: ٢٤٣.
(٢) المرجع السابق.
(٣) المغني لابن قدامة ٣/ ٥٢٢.
(٤) هو: محمّد بن رشيد بن علي رضا بن محمّد القلموني، البغدادي الأصل، ولد في القلمون من أعمال طرابلس الشّام سنة ١٢٨٢ هـ، رحل إلى مصر ولازم الشّيخ محمّد عبده وتتلمذ عليه، وأنشأ مجلة المنار لنشر آرائه في الإصلاح الديني والاجتماعي، رحل إلى الحجاز والهند وسوريا وأوروبا ثمّ عاد لمصر، له مؤلفات كثيرة منها: تفسير المنار، الوحي المحمدي، توفي سنة ١٣٥٤ هـ. انظر: الأعلام للزركلي ٦/ ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>