للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامسًا: قال بعض العلماء: إنَّ الحديث معناه: أن الميِّت يعذب بسماعه بكاء أهله ويرق لهم (١).

الدّليل الثّاني:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كلما كان ليلتها من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يخرج من آخر اللّيل إلى البقيع، فيقول:

(السّلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون، وإنا إنَّ شاء الله بكم لاحقون، اللَّهُمَّ اغفر لأهل البقيع الغرقد) (٢).

الدّليل الثّالث:

عن عائشة رضي الله عنها أن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - علّمها إذا أتت المقابر أن تقول:

(السّلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) (٣).

الدّليل الرّابع:

ما روته أم المؤمنين أم سلمة، أن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - دعا لأبي سلمة حين مات فقال: (اللهمّ اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، أفسح له في قبره ونور له في) (٤).

[وجه الاستدلال من النصوص السابقة]

أن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - دعا واستغفر لهؤلاء الأموات والدعاء والاستغفار من العبادات البدنية، فدل ذلك على وصولها للأموات وانتفاعهم بها، فكذلك ما سواها ومن


(١) شرح النووي على مسلم ٦/ ٢٢٩.
(٢) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور ٢/ ٦٦٩ (٩٧٤).
(٣) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور ٢/ ٦٦٩ (٩٧٤).
(٤) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب في إغماض الميِّت والدعاء له ٢/ ٦٣٤ (٩٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>