مما يتصل بغيرهم من الأمم والبلاد العربية وأنبيائهم مما لم يرد أسماؤهم فيها مثل قصص عاد وثمود وسبأ وتبع وشعيب ولقمان وذي القرنين. وثانيا لم يورد للقصة بذاتها وإنما ورد للعظة والتمثيل والتذكير والإلزام والإفحام والتنديد والوعيد.
وفي القرآن شواهد وقرائن ونصوص عديدة مؤيدة للنقطة الأولى مثل ما جاء في آيات سورة الروم:[٩] وسورة غافر: [٢١] وسورة الحج: [٤٥- ٤٦] وسورة الصافات: [١٣٣- ١٣٨] وسورة القصص: [٥٨] وسورة الفرقان: [٤٠] وسورة العنكبوت: [٣٨] وسورة هود: [١٠٠] وسورة إبراهيم: [٤٥] .
وفي أسلوب القصص القرآنية الذي لم يكن سردا تاريخيا كما هو الحال في قصص التوراة والذي تخلله الوعظ والإرشاد والتبشير والإنذار بل والذي جاء سبكه وعظا وإرشادا وتبشيرا وإنذارا، ثم في سياق إيراد القصص عقب التذكير والتنديد والتسلية والتطمين والموعظة وحكاية مواقف الكفار وعنادهم وحجاجهم أو بين يدي ذلك، وتكرارها لتنوع المواقف النبوية دعوة وحجاجا وتنديدا وبيانا وعظة سنين طويلة وتجاه فئات مختلفة تأييد للنقطة الثانية، يضاف إلى هذا ما في القرآن من شواهد ونصوص خاصة وكثيرة أيضا مما يؤيدها كما يبدو واضحا لمن يتمعن في آيات الأعراف:[١٠١ و ١٦٣- ١٦٦ و ١٧٥- ١٧٧] والمائدة: [٢٨- ٣٣] والأنفال: [٥٣- ٥٤] والتوبة: [٦٩- ٧٠] ويونس: [١٢- ١٣ و ٧١- ٩٨] وهود: [١٠٠- ١٠٣] ويوسف: [١١١] والرعد: [٣٨- ٤٢] وإبراهيم: [٩- ١٤] ومريم: [٥٤- ٦٣] وطه: [٩٩- ١٠١] والفرقان: [٣٥- ٤٠] والنمل: [٤٥- ٥٨] والقصص: [١- ٦ و ٥٨- ٥٩] والعنكبوت: [٣٧- ٤١] ويس: [١٣- ٣١] وص: [١٢- ١٧] . واللازمة التي اتبعت بكل قصة في سورة الشعراء وهي إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) . وهناك آيتان في سورتي الأنبياء والقصص جديرتان بالتنويه بصورة خاصة لما فيهما من دلالة قوية على أن العرب كانوا يعرفون أخبار الأنبياء ومعجزاتهم وهما هاتان: