للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع أن جملة: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ هي في صدد الصوم وسياقه فإن إطلاقها ينطوي على تلقين عام يشمل مختلف شؤون المسلمين الدينية. ولقد علقنا على هذا المعنى في سياق الآية [٧٨] من سورة الحج فنكتفي بهذا التنبيه.

هذا، وفي كتب التفسير روايات وأقوال عن أهل التأويل وأئمة الفقه في صدد آيات الصيام وأحكامه نوجزها ونعلق عليها بما يلي:

١- قال المفسّرون ورووا «١» في صدد جملة: كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ إن صيام رمضان كان هو المفروض على أهل الكتاب وإن ذلك متصل بسنة إبراهيم وإن الصيام كان يبدأ من النوم بعد الإفطار إلى عتمة اليوم التالي. وإن ذلك شقّ عليهم فغيروا وبدّلوا كما قالوا إن الصيام كتب على المسلمين كما كتب على كل الناس وإن الصيام الأول كان ثلاثة أيام من كل شهر. وليس لما قالوه سند وثيق، والذي يتبادر لنا أن القصد من العبارة هو المماثلة، فقد كان لليهود والنصارى ولغيرهم أوقات صيام معينة فأشير إلى ذلك في سياق فرض الصيام على المسلمين.

٢- وقالوا ورووا في صدد جملة: أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ إن الصيام فرض لأول مرة ثلاثة أيام من كل شهر وكان هذا مما فرض على أهل الكتاب وأن هذا مما كان يفعله النبي صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنون تطوعا ثم فرضا ثم نسخ بفرض شهر رمضان.

ومما قالوه ورووه أيضا أن جملة: أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ هي أيام رمضان وإن جملة شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هي بدل بياني لتلك الأيام وليست ناسخة. ويتبادر لنا أن هذا هو الأوجه وأن جملة فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى


(١) انظر الطبري والبغوي والخازن والطبرسي وابن كثير في تفسير الآيات، وأكثرهم استيعابا الطبري وابن كثير. وجميع ما أوردناه في النبذ مقتبس من هذه الكتاب وبخاصة من الطبري وابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>